واقع أليم
كتبت : أ . ديار يعرب
حَينَ تَكونُ واعٍ علىٰ الحقِيقَة يُصبح الخَوْفُ سَيد المَوْقف
خائفةٌ أنا ، من بيتاً ليس فيهِ صُوتُ أبي ،
خائفةٌ ، من أنّ أفقد نفسي ،
وتضيعُ مني ولا أستطيع أمساكها ،
خائفةٌ أنا من هذهِ الحياة ،وماذا تَحملُ في طياتها لي..
ومَع جَميّع القصّصِ التي عَشتُها ،
اصبحتُ أبكي علىٰ قصصِ ألانَّسِ التي فَقَدت ،
فلذةٌ من كبدِها ، وَ راجعتُ حَياتي فيما بَعدً ..
ورأيتُ أنها جَميلةٌ فوقَ المُعتادِ ،
وخائفةٌ من زوالِ هذهِ النعمةِ ، وسّطَ كُل هذا ألانعدام بالسَعادة ، والجَميّع يصرخُ بالحُزنِ والخُذلانِ ،
خائفةٌ من المجهولِ ،
اصبحّتُ لا أنظر الىٰ البدايات ،
بقدرِ ما أنظرُ الىٰ النهاياتِ
وهذا الشيء أصبحَ يؤرقني ، ويسبب فيَّ البؤس الشديد
تأثرتُ بـ قولِ الشاعر ميخائل نعيمة حَينما قرأتُ لهُ قصيدتهُ أوراق الخريفِ " يقول :
"انهُ يَنظرُ إلىٰ المظاهرِ والأشياءَ بِحدقةِ الفيلسوف أي انهُ يُبصر نهايتها مُنذُ بدايتها"
لم أعُد خائفة ألان .
لكن قلبي يَصرُخ ، ويقول لي لا تكبري
وأبقي طفلةً ، وَيرُد عقلي عليهِ ويقول :
لقد وقعَ الفأسِ بالرأس وَ وقعتَ في فخِ الحيّاة
أبكي ما شئت أيُها ألقلب هنيئاً لكَ البؤس ..
وهنيئاً لكَ الحقيقة .