توقفي قليلاً
أ. أحمد ابو ماجن
مهلاً
توقفي قليلاً
افتحي ذراعَ أفكارِكِ
دعي عقلي المُجهَدَ يُعانقُكِ
الآن سأقولُ لكِ: توقفي تماماً
على مَسافةٍ خَطوتينِ فقط
لأقفزَ نحوكِ بِحَركةٍ عَفويةٍ
حينها سَتضحكينَ بهدوءٍ
وتقولينَ: ياويلكَ ثمَّ تَخجلين...
تتصورينَ أنني مُحِبٌ لطيف
حَاولَ اضحاكَ مَحبوبتَهُ بحركةٍ كهذه
في الوقتِ ذاته
سَتتقنُ أصابعُكِ النَّاعمة
لعبةَ المَساسِ بِخيالي الهَارب
وتعلو بيننا قهقهةٌ العناق
من دون أن تفكري بغايةِ قفزتي
التي ماكانتْ إلا مُحاولةً جادة
للولوجِ إلى تاريخِكِ السَّامق
بكلِّ مافيهِ من حضارةٍ وتراثٍ وعنفوان
كي تَدرجيني ضمنَ آثاركِ الكثيرة
آثارُكِ المليئةُ بالصُّروحِ العاجية
والرَّسائلِ البَنفسجية
وغاباتِ وُرودِكِ القابعةِ بين كتفكِ والمُستحيل
حتَّى إذا اندثرتُ أنا عن بكرةٍ أبي
وانتهى مطافُ الفكرةِ عن بَهرجةِ الحياة
سَيكتشفونني بعدَ ألفِ سنةٍ ويوم
أُرتلُ العذابَ بقولي:
نون والألم، ومايعلمون..
أنا الأثرُ الأخير هنا
النَّامي في عراءِ العَدمية
في رُكنٍ من أركانِ الهُراءِ..
سَيقولونَ وجدنا أثراً يعودُ إلى الحضارةِ الأنتية
وَحينها بلا أدنى شكٍّ
سَيربطونَ بِخيطٍ من كلام
اسمي القبيحَ باسمِكِ الجميلِ
وهكذا يَذكروننا سَويةً
في المَتاحفِ
والمَزاداتِ
وَربما النفايات لايَهمني ذَلك
بِقدرِ مايَهمني الخلودُ معكِ آنذاك
على شكلِ ريشةً قفزتْ نَحوكِ
بِمسافةِ خَطوتينِ
وألفِ كوكب.