☆ دراهم ☆
قبل سويعات كنا عشرة
و كنا فجرا مئتين
وقبل قيام البارحة الحمراء بساعات
كنا ألفين
أما الآن فوحدي،
وصاحبنا عاد بلا أرجل
فلا يحتاج إلى خفي حنين !
انا آخر دينار أقبع في كيس
مراءٍ دجال و آخر نبض في قلب محتال
و آخر أمنية في طابور الأحلام
وبعدي يبقى الكيس رهين الحسرة
والآمال صاحبنا عاد بلا أرجل ، جرته الخيبة ،
تاركة حتى الأذيال
قد أهدر إخواني في ملهى ليلي
على خصر يهتز أراق مئات و مئات
وزعها للقوادين،
على طاولة الصفقات
وللشرطي الحامي
كل مؤامرة حاكوها كان نصيبا
ذاك الواقف عند الباب
ويعصر خمرا ونساء وحليب !
ولم ينسى حاشية القصر
فيخدش إحساس السلطان
دسَّ دنانيرا في جيب مساعده
و أوراق دَوَّن فيها أشعار
مديح و أغاني
كان حريصا أن يرحل قبل طلوع الشمس
فتذوب صلاة الفجر،
على باب الأهواء يمكث جوع أزلي
في معدته فلقد صلى ألف عشاء
دون عشاء
وحين امتلأ الكيس
فقد حج وطاف
و زنى بالمبدأ والعدل وبالإنصاف
زنديق صاحبنا هذا
يسرق من قيس كي يرضي ليلى
ومحظوظ صاحبنا هذا
يملأ كيسا في الصبح
و يفرغ ليلا قد كنا ..
ألفين..مئتين .. فعشرة
أما الآن فوحدي أسأل ،
أين سينفقني؟
لشراء دجاجة ،
أو بيضة .
أم بقرة؟
لن ترجع تلك الأيام فنغدو ألفا ثانية
فلقد سقط العرش
وما عاد لصاحبنا عونا
و كفيلا أمكث في ظلمة كيس
فيه الوحدة خلا و خليلا
وصاحبنا قد أدرك هول التبذير
وأصبح بعد الإفلاس بخيلا !
رافع الفرطوسي/ العراق( البصرة) 2022