السطر الأخير
محمد يوسف
عجيبة أنتِ أيتهاالحياة...
و غريبة إلى الحد الذي يفوق الدهشة''
تشبهين '' القصة القصيرة جدا ''
فأنتِ مبهة وغامضة مثلها تماما،
تدعين القارئ يدور ويدور في حلقة مفرغة،
يلهث وراء المقصد ولا يصله
لأن الحبكة تكون متقنة''
وأنتِ كذلك.. محبوكة بخيوط سحرية'
تحملين الكثير من الألغاز المحجوبة،
تجعلين القارئ يقفز من سطر إلى سطر
وهو يبحث عن مفتاح لفك الشفرة
وكشف الرموز والرؤوس المختبئة خلف الستائر''
نعم ..لا فرق بينكِ وبين القصة القصيرة جدا '
أنت تحملين الكثير من الصراعات والأحداث
وهي رغم شفافية الفكرة وتجلياتها
فأنها تحمل ما بين السطور ما لا يدركه القارئ
فهي بعكس الروايات التراجيدية أللتي يكون لها بداية وتكون نهايتها حسب رغبة الكاتب''
أما أنتِ ... ليس لك زماناً و لا مكاناً محدداً
ولا يحق لأحد أن يغير من شروطكِ المكتوبة شيء
مع ان الرغبات في التغيير لا تعد ولا تحصى
إلا انه لا يجوز لنا أن نخرج عن النص المكتوب
أو أن نتمادى في السرد المفصل لنصل إلى مبتغانا''
لذا نعتمد على الاختزال والتكثيف الخانق
للخلاص من دوامتكِ قبل أن تباغتين القارئ بنقطة النهاية وتتركينه وسط دهشة صادمة وكأن شيئا لم يكن.
***
الحياة جسرُ قصير -
بسرعة البرق،
يعبره الأموات،
21/3/2022

