امرأة من غبار
أمل ماغاكيان
قال :
مابالكِ تتسربين رويدا رويدا
لمَ تنثرين جسدكِ الغضّ ، كرمال
أعيت عنق الاَمال ......
لمَ تكابدين الحياة ، وكأنكِ
تسابقين الزمن نحو الضمور
والاضمحلال...
أراكِ ترسمين نهايتكِ على
رمال ساخنة ، بلا ألوان وريشتكِ
لاتعرف سوى لون التراب لون الغروب
لون الاعتلال......
أينكِ ؟ أين فتاتي التي أحببتها
ذات عشق ؟ أين هي ابنة الماء
والثمار ، ابنة الربيع الذي استقى
منكِ اسمه وكيانه والعنوان ؟!!!
قالت :
كيف لي العودة إلى كل ماكان ؟!
وهل يستطيع المرء اجتناب الوقت ؟
أو هل يستطيع وضع العصي بين
عجلات الزمان ؟!
أنا ياسيدي ....
المولودة الموؤدة منذ بدء التكوين ..
هناك من فصل الحياة عني ، بأبواب
من الزجاج الصلب ، فلا انا استطعت
اختراقه ، ولا هو استطاع أن ينفتح
من تلقاء نفسه ليهديني الأمان..
دعني أتلاشى بهدوء....
دعني اعانق نهاية خريفي ...
دعني أعبق برائحة الزياح...
دعني أسترسل وأستمتع
بسلامي الداخلي ، لن ارفع
عيني نحو العالم الخارجي..
سأراقب انسيابي عن كثب
حتى الثمالة ، لألتقط بكل ود
لحظة انضمامي للخضم الأوسع
بعيدا ، بعيدا عن العالم الفاني ...
.........
على صهوات الأرض
هناك من يمتطي جنات النعيم
هناك من تمتطيه الاحزان ....
وهيهات مابين هذا وذاك...
.......
على صهوة الاَلام
اعاقر اَخر أحلامي
اترنح بكأس الغبار
ليعلن رجع الصدى ...
كانت هنا يوما امرأة
لم تمنحها الحياة
بعضا من الحياة ...

