مظلَّة لحماية النّيران
حسين المخزومي
شاعر عراقي
النيران مثلنا...
تسكن البيوت التي تحرقها
طالما لعبتُ مع أطفالها الصغار
خارج المنزل،
لنبتكر التحولات بعد أي شيء نلمسه.
كانت أمي تُخمِدُني تماماً
كلما تصاعَدَ دُخانٌ مِنّي
بعد كل مشاجرة ٍ مع أبناء الجيران
كما تفعلين أنت كلما صرختُ عليكِ
حافظي عليَّ مشتعلاً
لا أعرف كم مرة نجوتُ منكِ
وكنتِ ماءً محقّقاً
خبئيني تحت ثيابك
بعيداً عن هذا العالم المؤمن بالانطفاء
كما كنتُ أفعل أنا مع الحرائق
وأخاف عليها من صوت سيارة الإطفاء.
لم يخدعْني النَّهرُ الذي أغرق أخي
وإن تنكَّرَ بزي سيارة حمراء
مذ حينها وأنا أدخن
وأخدعك بالسجائر!
أيها النَّهر لماذا أسرفت بالماء عليه
لم يكن أخي سمكةً إلى هذا الحد..
يا إلهي..!!
ربما كان أخي شعلة كبيرة
ليحتاج إلى كل هذا الماء
لينطفئ!!