جدلية الواقع والمأمول
قراءة في نص" عواطف " للدكتور حافظ المغربي
كتب : د . محمد عبد الراضي . مصر
عند النظر في كلمات الدكتور حافظ المغربي التي نشرها عبر صفحته على الفيسبوك بعنوان عواطف نلاحظ ومضة شعورية توحي برغبات النفس الإنسانية بين القديم المحبب متمثلا في ليلى ذاك الاسم الذي يحمل في طياته معان من الجمال والعشق خاصة وأنه يرتبط باسم المحبوبة التي دوما يرتبط في ذاكرة العربي بالحب ، وخاصة من ناحية ارتباطه بقيس بن الملوح الشاعر العاشق وما يدور في مخيلة النفس عند سماع ذكره من حوارات الغرام ومناجاة الأحبة ، وقد يحمل المنع أيضا كدلالة سيمائية ؛ لأن العلاقة بين قيس وليلى فشلت ولم تكلل بالوصال ، لكن كانت هجرًا وصدًا ؛ وذلك بفعل العادات العربية القديمة التي كانت تحرم زواج الشاعر بمن شبب بها وذكر اسمها في شعره ؛لذلك منعت ارتباطه بها وذلك ما يحمله الاسم من دلالة على المنع من ناحية أخرى .
ذلك من ناحية ، ومن الناحية الأخرى بين قبح الواقع الذي تعانيه الذات في الواقع ، والذي يرمز له باسم دارج في اللاوعي الشعبي باسم " عواطف " ، ثم ما تحمله دلالة الاسم من مشاعر ، بل قد يحمل في طياته منحى من سيمياء التوتر وهو ما يحمله لفظ عواطف خاصة أنه لدلالة على الجمع ، وما يوحي به هذا من تقلبات كان المرسل أو المبدع أو قل الراوي فيها مفعولا به؛ لما تحمله لفظة عواطف من معني الفاعلية خاصة أنها على وزن فواعل .
كذلك يتضح من الغلاف الذي اختاره الدكتور حافظ من خلفية لكلماته وهو عتبة فنيةمهمة في التحليل السيميائي للخطاب، وهو ما يعطي المتلقي الفرصة لصناعة نصٍ موازٍ ويجعله فاعلا في النص ويخرج من طور التلقي فقط إلى المشاركة وصناعة المحتوي الفني الذي يجعل النص حمال أوجه ، و بالنظر في هذه اللوحة المختارة نجدها تحمل تناقضًا في المعني بين ما يحبه الكثير من الناس وهو الشوكولاته ، وبين اللون البني الذي يوحي بدلالة الحزن والكآبة والفقد ؛ وكأنه يصور تناقض العواطف الذي تعانيه النفس مع تقلبات مشاعر المحبوبة (ليلى وقت الوصل )و(عواطف وقت الهجر والبعد ) ، كذلك تتفاعل فونيمات اللغة مع مورفيماتها من خلال صوت (السين ) الذي يتكرر أكثر من غيره في هذه الومضة الشعرية القصصية ، وهو حرف مهموس وله صفير وتشعر بتكراره وكأن صوت صفير أو طنين يشوش على الذات الشاعرة وهو ما يسبب لها التشتت والتوتر المعنوي وتناقض بين الواقع والمأمول على نحو ما وضحنا في هذه الومضة الشعورية لكلمات
الأستاذ الدكتور حافظ المغربي ، عبر صفحته على الفيس بوك
بعنوان عواطف والتي يقول فيها :
* عواطف :
سخِرتْ حبيبتُه القديمة (ليلى) من أحاسيسِه الجارفةِ؛فقررَ أنْ يسميَها (عواطف)