ثالوثُ الحُب
فاضل عباس
شاعر عراقي
الرافدانِ
و نُسخةٌ مِمّا يَلي
ثالوثُ حُبٍّ في حِكايةِ بابِلِ
عِشْقٌ أُتَرْجِمهُ بِنَصّ مقولةٍ
حَسْبُ المنيّةِ أن تَحُلَّ بقاتِلي
خُذْ كِبْرِيائَكَ للمسافةِ مَنْطِقاً
ما زالَ يُتْحِفُنا بِسبعِ سَنابِلِ
ما زِلْتَ أنتَ
و كُلُّ جُرحِكَ واقفاً ضِدَّ الرصاصةِ
كَالجدارِ العازِلِ
كانتْ وَصاياكَ الأَخيرةُ
سورةً أَثَرِيَّةً
نَزَلَتْ بِبَحرِ الكامِلِ
أوصلتَ للنهرِ البعيدِ رَسالَةً
غَنَّيْتَها بِفَمِ الحَمامِ الزاجِلِ
وَ وَهَبْتَهُ طَعمَ الحياةِ
لِيَشْتَهي مَوتاً
يُعيدُكَ للتراثِ الآفِلِ
العازِفونَ
تَعَلَّموا أنْ يَضْبطوا
ايقاعَهُمْ شِعْراً بِصوتِ قَنابِلِ
وَقَفوا على سوحِ القتالِ لِيَكْتبوا
أطروحَةَ الحُسنى بِأَطْهَرِ سائِلِ
فَكَأَنَّ أُمْنِيَةَ الشبابِ
يَشوبُها حُلْمٌ
تَجَذَّرَ من رمالِ الساحِلِ
لله ما فَزَعوا و غايَةُ هَمِّهِم
أنْ يَفْزَعوا لله دونَ تَخاذلِ
في كَفِّهِمْ طوفانُ نوحٍ
كُلَّما التنورُ فارَ
على الْعَدُوِّ الباطِلِ
سُمْرٌ أحاطوا بالرصاصِ
فبادَلوهُ الوِدَّ
نَحْوَ عِناقِهِ المُتبادلِ
جاؤوكَ منْ أقصى المدينةِ
حامِلينَ نَقاءَهُمْ
صوتاً يُدَوّي " يا علي "
قالوا فِداءُكَ يا عراقُ
و لمْ يَكُ المُحْتَلُّ
أنْ يَحيا بِقَولِ القائِلِ
هُمْ فِي السماءِ مُعَرَّفونَ
فَكُلُّهُمْ – و النجمُ يَغْبِطُهُمْ – بِخَيْرِ مَنازِلِ
إنْ أَخْرَسوا الدنيا بِغَيْرِ مُقاتِلٍ
فَالْخُلْدُ يَنْعاهُمْ بِغَيْرِ مَقاتِلِ
هذي دِماءُ العارِفينَ تَأَلَّقَتْ
حتى تُقَوِّمَ بِالْأساسِ المائِلِ
ضَجّوا و ما فَطَنوا لِغَيْرِ قَداسَةٍ
و الموتُ يَفْطِنُها بِحَدٍّ فاصِلِ
وَقَفوا إزاءَ المَجدِ
حَيْثُ وَراءَهُم
من كانَ يُرشِدُهُم لأيِ تَساؤلِ
رَسَموا بِحِنْكَتِهِمْ دروبَ خَلاصِهِ
ماذا عَساها الرسمَ حُنكَةُ فاضِلِ
#شعراء_عراقيون