فوضى العناوين
مها رستم
وحدك العنوان
في لجة أثيرنا المزدحم
بالعناوين البهلوانية .
.....
كيف تورق الأرواح
في حدائق الغد
التائهة في سراديب فوضى العناوين ؟....
و في حفلات تأبين القلوب
يرقص النبض رقصاً هستيرياً
كلما مدّ الملح ذراع جنونه
العالق في أغشية لا مبالاتنا المبطنة
بنزيف أرواحنا
الغائر بين أثلام الوجع
*****
عناوين زئبقية
تباغت عقولنا البريئة
تعريها من قناعاتها
عناوين فضفاضة
تُشوى المفردات في أتونها زاداً
منتهي الصلاحية
*****
تنوّم عقولنا تنويماً مغناطيسياً
وتقودها إلى محرابها العالق
في شباك الحكايا
والوعود العنكبوتية
تمتصّ عصارةَ أحلامنا
وترميها في تخبطات قراراتها المؤجلة
وأحاجي بنودها المنثورة
في مهب رقعة جرداء
يأكلها الصدأ
و يجرها الليل
نحو زقاق وجع مهجور
....
تمطرنا بوعود ماؤها مُهين
لا يسقي زرع أمانينا
في تربة عتمة ضحلة
تتفتق عن صبارة
ماتت ثمارها في مهد
اشواكها
...
كيف نبني عشاً لأمنية
بعناوين أغصانها مكسورة ؟
أفكارها مبتورة الرؤى
سائحة على جناح شهاب
خالف سربه وحطّ رحاله هاهنا
فينهمر الحل حنظلاً وزقوماً
كطفرة طحلبية
تطفو على ظهر امانينا العذراء
تلجم صهيل أفئدتها
وتسكت طموحها بجرعة مهدئة
ترتب مجرى الأحداث
في ومضات فؤادها
وجيوب عقلها المثقوبة
تقفز كجنادب عشوائية الخطا تائهة
بعد حفلة حصاد بربرية
تحط رحالها في جيوب إدراكنا
تمسك بتلابيب هذياننا
بنزق قاتل
يخنق ذاكرة الحنطة في صومعة خبزنا
يهرم جفن الطواحين
وهي تصارع الفراغ
والتجاعيد تتمادى في طي شبابها
وركنها في صناديق الزمن العالقة
بدبق زيتها
ورعونة غبار احمق
منغلق على ذاته
.....
زحمة عناوين
تجتاح الأثير تأسر
شهيق الحياة
عناوين كسيحة الرؤية
تعاين الدروب العالقة
في كفتي المجهول
والندى يرتل في اعناق
الورد أغاني العبور