لسانٌ من رماد
فؤاد الجنابي
رفضتُ العيشَ في حلَكِ البداءة
وأتممــــتُ الكتــابــةَ والقـــراءة
وواصَـلتُ الثقــافـــةَ باعتنـــاقٍ
لِيَتَّـــضِـحَ النقــــاءُ مِـن الـرداءة
وعشــتُ العمرَ إنسـانـاً معينـــا
لمن يشكـــو مِـن الدنيــا عناءه
واخـجَلُ أن أرى غيري تهــاوى
فأحنـــو كي أُعيــدَ لــه إرتقــاءه
ولا أقـــوى أرى دمعـــــاتِ جــاري
فأدعــو النفـس أن تبكـي بكــاءَه
ومـا مني إشــتكى يـومـاً أصـيلٌ
أصـيلُ الطبــع لا أخشـى عِــداءَه
أنــا لــم أَخْـــشَ الا مـن جهـــولٍ
مع التشويــشِ يُلهمُــــني غبـــاءَه
ويَغلبُنـــي لَئِـن أُبْــدِ احتجــــاجــاً
لأمرٍ مـا ويُظــــهرُ لـــي عَمــاءَه
وقــد سـايـرتُ عيشــي مستظِــلّاً
بحيــطانِ الســلامـــة والمَضـاءة
ومــا أخـطأتُ فـي التقـديــــر الا
دعــا لي الصـحُّ أن أحيـي بنــاءَه
وأعلنُهــــا لَئِــن عُجِّـــزتُ أَنّــــي
وصــلتُ لطاقتـي القصوى ازاءَه
ومن حــق العــدالـــةِ أن تَـراني
لقــــاضي العدلِ أُبـدي الانحناءة
وأشـكـــرٌه اذا أبـــدى قصــوري
وأدعَمُــه ولا اخشــــى قضــــاءه
وأمضـي الخطــوَ فيهــا باقتــدارٍ
وأسعى تــاركــاً خلفــي إضـاءة
ولكـن حـين غصــتُ بهـا تراءتْ
بِـلا عـــدلٍ ولا قيـــــدِ انتمـــاءة
وجدتُ المرتَجى في الضيق أمسى
كبئـــرٍ عَــزَّ ان يـَروي ظَمــــاءَه
وجَــدتُ بهـا الشهـامـةَ بانجمــادٍ
توارتْ شمسُهـــا تحــت العبـاءة
وجـدتُ السيدَ الممــدوحَ قـــدراً
هـو الرضّـاعُ من ثدي الاسـاءة
وكـم مَن في البراءة قـد سـبانـا
وعنــد الله مـــا لــه من بـراءة
تقنَّــــعَ بـالنـزاهـــــة بامتيـــازْ
وفي الخلــوات يقذفهـــا وراءه
وقــد نـاخَ النزيـهُ الحـقُّ رغماً
الى القفّــاصِ مذ سَلبَ الكفــاءة
وإن لــم أُطـعِمَ الذئب إحتمــاءً
عِـــواءً سوف يدفـعْ لي جِراءه
دواءاً تـأخــذ المرضى لتُشـفى
وتُجلِـي الداءَ أو تبـدي احتواءه
مريض النهب والتقفيص قطعاً
لَمســعـورٌ وإن يـأخــــذْ دواءه
فأينَــكِ يـا حسـانَ الخلق منـهم
لِمَ انتهلـوا ومـا رفعـوا لِـواءَه
ألا تبــــاً لمجــتمــــعٍ تـَـــرَدَّى
الى أن حــلَّ فــي درَكِ الرداءة
يقيــلُ المصلحَ الأوفى ويُبقــي
لنا رأسَ المفـاسـدِ و الدنـــاءة
6 / 29 / 2016