ناسكة بين حروف الرب
هدى ثامر جهاد . العراق
أمي
تنهداتُ الرَّبِّ في الخفاء
طهرٌ يتسللُ الى قلبي
كلَّما أفجعتني الذّكرى
ونقاءٌ يغسلُ وجه الألم ..
شمسٌ تشرقُ كلَّ حين
وروحٌ تلهمني سحرَ التّجلي ..
أمي
صلاةُ شفتي
وتراتيلُ القلب
هذه النّاسكة بين حروف الله
تلامسُ السّماء كلَّ ليلة،
وقد حملتني
بين ذراعيها طفلةً لا تكبرُ
تمسكُ قلبي بالطّمأنينة
وتسكبُ على التّفاصيل براءةً أبدية
..
مسكونةٌ بالنّدى
صوتها الغريق في صرخاتِ الفقد
يدندنُ على كتفي آهات الشّعر
ويروي أرواحنا المجهدة
كلَّما
ضاقَ المدى
يتفتقُ أسمُها من البياض
ارتعاشة تملأُ الافق..
أمي
صلواتٌ دامعة
شموعٌ تتَّقدُ كلَّ مساءٍ
وتمتمة نذور صامتة
كلُّ اللّحظات طقوس ،
نبرات تعيدني إليّ…
أمي
كلُّ تلك القصائد
أيقاع حياة
وسجايا مسك
كلّما التمع في قلبي خوفٌ
هبطت في حناياه ومضةُ حنين ..
الطّيور التي اجتمعت
في صدر أمي،
همسُ السّماء
جنة مأوى ،
ورفقاً
يترك على ملامحي السّكونُ.