غصةٌ أنا
دانا العلي
_مئة كاتب وكاتب في سوريا
_المجموعة D
مُلهمي الوهمي..
الساعة الواحدة، لوحدي، تجالسني "غصةٌ أنا"
مُلهمي الوهمي..
الساعة الواحدة، لوحدي، تجالسني الوحدة وبعضٌ من تكات الساعة المزعجة، ها هو صوتها يصبح أكثر مضايقة، لم أعُدْ أحتمل، ورئتي لم تَعُد تستقبل الهواء خرجتُ من الغرفة، فتحت باب المنزل، الحيُّ غارقٌ في الظلام، مشيتُ قليلاً،
هرولتُ،
صرختُ،
بكيتُ،
وقفتُ والكون شكل حلقات حولي،
سقطتُ،
ازداد نحيبي،
ويا الله بأعلى صوتي قلتُ،
لم يكترث لحالي أحد ظناً منهم بأني مختلة، يهابوني كما أهابُ أبله حارتنا.
لملتُ دموعي، سرقتُ من الهواء حفنة، وقفتُ على ألمي، جمعتُ شتاتي وعدتُ إلى وحشٍ على هيئة منزلي،
اتجهتُ نحو الموقد وحضرتُ أكواباً من القهوة لي ولي أيضاً، ومن ثم قدمتها للأرض لتحتسيها بهناء، أترى يا عزيزي بأنّي لا أحبُّ القهوة كسابق زماني، ولم يعد هناك شيء كالسابق، وأنا.. تُرى هل وجهي تغير أيضاً!
ذهبتُ نحو المرآة المرتدية ثوباً سميكاً من الغُبار، وحررتها من ذلك الثوب، وإذ بغيومٍ سوداءَ أسفل عيني وبُثور منثورة على سائر وجهي، شفتان جافتان كالتربة القاحلة وعيناي تُبحر في اللون الأحمر،
من هذه؟ لا.. لا يمكن أن تكون أنا، إنها مرآة غبية،
توالت صرخاتي ب لا لا ومن ثم وجهتُ لكمة لتلك القبيحة التي تدعي بأنها أنا، أتعلم بأنّي لم أتألم البتة!
فقط هناك بعض من "خدوش الأصابع" والقليل من الدماء، أما المهم في الأمر أنّي تخلصت من تلك المرآة الوقحة،
وربما أنت على دِرَايَة بعدم محبّتي لإهدار الدماء، لذلك قررت وضعهم في كأس كنت قد أهديتني إياه منذ ثلاث سنوات أتذكره؟!
و الآن أكتب هذه الرسالة بدمائي وسأُدخر الباقي لأخُط الرسالة القادمة بها.
وها أنا ذا أنظر يا عزيزي، أنا المعجزة التي لم تُخلق بتراب وماء، أنا التي جُبلت بالأسى.
والآن أختم هذه الرسالة سريعاً، فها هو صراخ السيارات قادم من الخارج، يبدو أن خطة هروبي من المشفى توّجت بالفشل من جديد.