-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

قراءة انطباعية في نص ما بعد الصدفة للكاتبة الفلسطينية منال دراغمة


قراءة انطباعية في نص ما بعد الصدفة

 للكاتبة الفلسطينية منال دراغمة

كتب : أ .  أحمد اسماعيل /سورية



~ ما بعدَ الصُّدفة..!~

..................

كيف نسمّيها صُدفة..

وبقايا سيرتِكَ الذّاتيّةِ

تسلّقتْ أعالي دهشتي..!؟

وهذا التدافعُ الشّهيُّ ..

بينَ النّبض...

ماذا نسمّيهِ...محضُ صدفة ..؟!

*****

كذّبتْكَ قضمةُ التفاحِ المصلوبةُ

على صدرِ اللقاءِ

ولعنتكَ مرارًا

صرخة الشوق الهائمة ...

تململتْ أغصانُكَ الغضّةُ بينَ يديّ

ونَضَجتْ مرةً واحدة..!

عندما غرستُ لسانَ سؤالي

بين عقدةِ جبينك...

وسألتُك...كيف؟؟

كيف توقفُ شتائمَ

بملءِ الحبِّ ...

هزمَها جدارُ النّارِ حولَ شفتيكَ...

وما توقفت...!

كيف؟!

*****

ما بعدَ الصدفةِ..

لن انثرَ الملح في زوايا جنونك ....

و أنتَ تُلقي تعاويذَهُ على روحي

بلا بسملةٍ...

تتهافتُ ردودُكَ 

المصابةُ بحمّى الشّوقِ

و تتبعُ خيطي الأبيضَ

الواصلَ بينَ جُموحِ النّحرِ

وتمرّدِ الرّوحِ ..

*****

لن ينجوَ من واقعةِ الشّهدِ أحدٌ

وفي القعرِ مستقرٌ لنا

يبدأ بشامتِكَ السمراءِ...

وينتهى بقطافٍ دافيءٍ

تفجرّتْ أنهارُهُ خلفَ أوردتي...

........


القراءة الانطباعية بقلمي أحمد اسماعيل /سورية


حقيقة نحن أمام نص يخلق روح التمرد على ذاته و على واقعه

فهنا نلاحظ سمو العاطفة و هدير جريانها

وهذا واضح من العتبة العنوانية التي جعلت من الصدفة بوابة لتطل على النص 

لكن المثير هو كمية التوابل التي وضعتها الشاعرة في تلك الصدفة حتى جعلت المتلقي بملء فضوله يسأل 

ماذا بعد الصدفة؟ 

الصدفة في معناها هي الحدث أو الأمر الذي يحدث دون توقع

و بما أنها جعلت حالة من غليان السؤال في العتبة العنوانية 

فالمتلقي لبسه داء الفضول وتابع بكل شغفه إلى مقدمة النص

النص يمكن أن نقسمه لمقطعين

ماقبل الصدفة

و ما بعد الصدفة

في المقطع الأول تضرب الشاعرة كلمة الصدفة عرض الحائط

تكذب ذاتها تكذب الزمان و المكان و الأشياء التي كانت تتدفق في لحظة الصدفة

وهنا احترافية صنع المشهد

فالحالة العاطفية التي تمر بها الذات هي تمتلك على رؤية صناعة الحدث ببصيرتها

وكأنها تقول لا مكان للصدفة في اللقاء 

فكل شيء مفضوح 

و الشوق يهيم لينثر عطر الحقيقة على السطور

لاحظوا كيف تظهر عمق بصيرتها

و عدم تصديقها لكلاسيكية الصدفة

الدلائل

كذبتك قضمة التفاحة

لعنة... الشوق الهائمة

تململت أغصانك الغضة بين يدي

ونضجت مرة واحدة

الوسائل استنطاق اتبعتها حتى يعترف الهائم بأنها ليست صدفة

عندما غرست لسان سؤالي بين عقدة جينك... وسألتك كيف... 

كيف توقف شتائم بملء الحب

هزمها جدار النار حول شفتيك

وما توقفت... 

كيف؟! 

هنا نلاحظ كيف أنها تستخدم حاستها السادسة في استنطاقه

وبأسلوب تصويري عالي الإيقاع

وبمعنى أدق هذا المسكين مع هذا الاستجواب سيتصبب عرقا ههههه

إن كيدهن عظيم


لاحظوا كيف دخلت إلى المقطع الثاني وهي بكل ثقتها تقول 

لن ينجو... 

فالسقوط في الحب من أصعب أنواع السقوط لأنك تتلذذ وأنت تسقط

لاحظوا حرفية تصويرها لنتاج الحب

وفي القعر مستقر لنا... 

والخاتمة كانت مدهشة و محلقة بأجنحة الخيال

يبدأ بشامتك السمراء

الشامة هي العلامة الفارقة و المميزة للجسد

وهنا تشير شاعرتنا إلى دلالات أبعد

فمع الحب يبدأ تلاشي الاسم و المكانة والمال و ووو

ويبدا تدفق نبض واحد يصنع جمالا لدرب الوريد ألى القلب

فالوريد هو الوعاء الدموي الذي ينقل الدم الفاسد إلى القلب

وهذا مشهد خلاق

فكل المشاكل تتلاشى حين يؤمن كل شخص بالآخر ويسخر كل إمكاناته ليسعده 

نثرية محلقة بالإحساس هنا مشهد الصدفة و إيقاع يتدفق بعذوبة اللحن و كأننا أمام كونشيرتو فصل الربيع لفيفالدي نتبرعم مع تدفق كل صورة و مشهد

دامت لك نعمة الضوء أ. منال دراغمة 


عن محرر المقال

aarb313@gmail.com

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية