فوزية الكوراني .. تكتب :
{ الطفلة الأم }
أطلقت صافرة مكافحة التشرد صوتها: كالطوفان أصبح الموقف..
كل الأطفال تهرب إلى جحورها، إلا ذاك الرجل الضخم الذي يرتدي نظارة سوداء كلون قلبه، كان ينظر من بعيد ليطمئن أن بضاعته تهرب بسلام...
وتلك الفتاة التي لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها
تسمرت مكانها أخذت نفسًا عميقًا خالط أوشاج قلبها
فتحت بقايا قميصها لترضع طفلها في اسبوعه الأول،
التقم حلمة ثديها الصغير؛
زفرات منها وبكاء منه هو يريد أن يسد رمقه وهي لارمق لها.
خطوات الشرطي تقترب منها، وهي تحاول الصمود لكي يصل إليها،
انزلاقه على الأرض بسبب بركة الدماء التى أحاطت بها؛
جعلته يوبلها سبابًا...
نهض متجهمًا وقبل أن يهوي عليها بهراوته: رفعت إليه طفلها ليتناوله ونظراتها المودعة؛
تستطعفه كأن حالها يقول" خذه سيدي لاتتركه في الشارع لعله يحظى بحضن حنون يدفىء أيامه".
فوزية الكوراني سوريا