أبو أيهم النابلسي/النابلسي
لفحـة هـواء
"" "" "" "" "" ""
التفـاعـل مـع الكلمـة كـلام آخـر
مـن السهـل ان تتـكلـم
لكـن مـن الصعـب ان تجعـل الكـلام يفكـر
أو يُصـاب بالـدهشـة !
فالظـلام لا يـأتـي وحـده
بـل ينتظـرك أن تُطفـئ إضـاءتـك
أو تنطفـئ مـن داخلـك
أرتـدي قميـص المـاء البـارد
لأمنـع انهيـار التـراب
فالعتمـة لا تـزيـل الكـدمـات
بـل تجعلهـا صعبـة الـرؤيـة
والـزوابـع البنيّـة كقشـرة الـرغيـف المحـروق
تـلـد حيـاة ممصـوصـة المـلامـح
تُشعـرك أنـك تعيـش بخيمـة عـزاء
استيقظـت قبـل وجعـي
تسللـت هـاربا منـه فـاصطـدم بـي
النشيـد الـوطنـي ولقـاح كـورونـا المـزوّر
فهـل الحيـاة تستحـق كـل هـذا العنـاء
رغـم أن الألـوان غـادرت بـلادنـا
وأصبحـت كـوجـوه السيـاسـيين
تتقيـأ الكـذب المسعـور ..
مـاذا أُسمـي التفـاؤل والـوطن يطلـب حـقّ اللجـوء
والفـراغ يمـدُّ رجـليـه فـي ذاكـرتنـا الممسوحـة
كيـف اتـذكـر الأشيـاء التـي لـم أقـلهـا
وأكتـب عـلى جـدران الليـل
بطبشـورة مـن مـاء
متـى نسحـب خيـوط النهـار ونتزنـر بهـا
لعـلنـا نشتعـل
او نـرتـدي صبـراً اكثـر انـاقـة
لقـد امتـدت النهـايـة الـى اللانهـايـة
وطـالـت فتـرة الاحتضـار
اصبحنـا لا نجـد حجـراً نجـلس عليـه
كـلهـا مـدهـونـة بـارواحنـا ..
ايهـا التـاريخ المنتفـخ كضفـدع
تقـاوم ابتـلاع افعـى
أيهـا الليـل الممتـلئ بمـرافـئ الـذباب الأزعـر
أيهـا النهـار الـذي نـام فيـه الضـوء
وتجـولت العتمـة عـلى انفـراد
الـى كـل الحـالميـن بالحطـب والقـليل مـن السـكر
تعـالـوا لنـذهب سـويَّـة الـى نهـايـة الحـزن
حتـى لا يستطيـع الحـزن وزبـانيتـه العثور علينـا
تعـالـوا نتحـوّل الـى قنـاديـل بـلا ضـوء
نتـأبـط عـمراً لـه نكهـة العـدم
ونبحـث عـن قطعـة منسيّـة مـن النهـار
أو لفحـة هـواء طـازج لعـلنـا نتفـس بحـريـة
ربـمـا سنتنفّـس فيمـا بعـد
(فالمـوتى يصبحـون كـل يـوم أصعب مـراسا)