رحيل
بقلم لينا كنجراوي
رَحَلَ الزمانُ إلى عالمٍ خارجَ التقويمِ ، تاركاً لنا طلاسمَ أعمارِنا أسماءً و أرقاماً محفورةً على صخرة الذكريات بانتظار موجةِ بحرٍ أو غابةِ مطرٍ تمحو عوالق الحزن فيها أو تحيلها إلى ركامٍ تعتليهِ رايات الأمل الخرساءِ في زمنِ التفاهة و الضياع بين دوامة تناقضات الحياة و ألوان البشر مخلّفةً أجيالاً من التساؤلات العقيمة و الإجابات الغامضة في عالمٍ متحلزنٍ داخل قوقعةِ الإلحاد من جدوى إعمار الكون بكائناتٍ و أشياء عابرة ً لا يوقفها زمانٌ و لا مكانٌ إلا بعصا القَدَر السحريةِ المتلمّظةِ لطعومِ الضياع فلا عرفنا البداية و لا استطعنا رسمَ النهاية . نسير ُ على غير هدايةٍ فوق دروبِ المستحيل ِ الممكنِ المقهور على عيون الحقيقة التي فقأتها نظريات ُ الخوفِ و التمرد و قد جمعهما فضول إنسانيةٍ خرقاء َ تقتات ُ على رفاتِ أوجاعٍ و آلامٍ أودعناها مدافنِ البارحةِ لكنها مصرّةً على مدِّ رأسها من شقوق ضعفنا المتمثل في فشل محاولاتنا المتكررة لاسترضاء الأنا في أرواحنا اللاهثةِ دوماً و أبداً خلفَ سعادة ٍ مطاطة ٍ تبتلع قهقهاتنا المتشبثةِ بدنيويتنا الخرقاء كي لا تقتلنا مثالية الروحانية فنكون قرابين لتشتتِ مفاهيمنا المتصارعة في ساحة تآلفنا الكاذبة في حلقة النفاق .
اللوحة للفنان رشيد شخيص من اللاذقية