رثاء
مها سليمان
حتّى الفناءُ أصبح ملغوماً
بالنّفوس المريضة
لم تعد التُّربةُ تحملُ من عليها
قد ننعمُ برثاءٍ جماعي
هي تشكي لحفّاري القبور
وتئنُّ تحت الجثث الطّاهرة
ويحك أيّها الانسان يوم دفنت
انسانيتك في غابة النّسيان
هكذا أضحت الحياة على حافة
العوَز ولعنة لا تنفك أنْ ترحلَ
سوى بدماء الأبرياء
من يحمل وزر ما ٱلت إليه الأمور
يدفع الثمن أضعافاً مضاعفةً
بيوم الدّين
طوبى لمن عشق الحياة
لأجل الحياة
واكتفى بالقسمة والعدل بين البشر
الذين خلقهم الله سواسية
لم يبق نبيّ يتلو ٱية الخلاص
وقسٌّ يكرّسُ على مرأى العيون
التي لا يشبعُها سوى التّراب
عُد بنا أيُّها الرّبيعُ
إلى ما شاء القدر به
ورتب الفصول على سجيّة
الخالق
على النّحو الّذي يريد