النهر الحزين
ذهب الغزاة من المدينة
وهو يجري
لم ينس طبع الغدر
يوم توضأ الشيخ الجليل
على ضفافه وهو ينظر من بعيد
الى سياط جنودهم وهي تجلد الناس الحيارى
النهر يشهد ماجرى
هو يفهم اللغة الغريبة
لكنهم تركوا الخيام
ترجلوا من فوق احصنة مدججة السهام على ظهور يابسة
الا من الجلد الذي يشبه القرد اللعين
طالت بنا الايام يااهل المدينة
هيهات ان يبقى نزيف الدم يجري، قالت عجوز ؟
رد الجبان على مقولتها
بسهم قاتل اردى عبائتها الى الارض
وولى هاربا من مشهد الدم المراق،
يبقون، لا يبقون ، ردت وهي تنظر للسماء
سمع الجبان نحيبها
وولى هاربا من صوتها الحاني الشجي،
فتلقفته الريح
اردته صريعا
كان ينبح يشبه الكلب العقور
نهضت على عجل
وصاحت صيحة اخرى عليه ،
هيهات ان تبقون
وانتم مدبرين الى الابد
هيهات
ان يبقى الحجيم ينام على ضفاف النهر
وهو ينظر من بعيد
الصيحة الاخرى
تعالت وهو تحت الريح
تنعق الغربان فوق
جثته اللعينة
كل الكلاب تجمعت فوق الجبان
وهي تنظر من بعيد
هذا مصيرك
يا ابن ( ،،،،،، ) خذ ماكنت تزرع
في الحصاد المر
يوم زهوت والأوغاد كانوا يبحثون عن الجريمة في العراء ؟
الان، تنتظرون هذا اللطف من رب رحيم
وانتم الجبناء لم تبقوا الخيام بلا دماء ؟
تعسا لكم من قوم
لم ينبس النهر الحزين ببنت شفة ؟
هو كان يجري
يجرف الحزن العميق
لكنها نظرت اليه
وابصقت حسراتها
وعادت من جديد الى المخيم
هو ذلك النهر الحزين
الشاهد الموجود في عمق السنين
مهموم هذا النهر
خانته الطبيعة
كان يأمل ان يكون منهم
لكنه لم يستطع
فهل تراه الان
يستجدي البقاء ؟
========
الجمعة / ١ / اكتوبر