لغة راقية [ 18 ]
كتب: يحيى محمد سمونة
يسألني أحد الأصدقاء قائلا: ما بالك تتناول في منشوراتك المسألة الواحدة ثم لا تتابع البيان فيها ؟!
قلت: أتلقى عادة الردود و التعليقات حول المنشور الواحد فيتبين لي من خلال الردود وجود نقطة لم تأخذ حقها من شرح و تفصيل فأنصرف إلى تلك النقطة مسلطا الضوء عليها دونما خروج مني عن أصل المسألة، بل يبقى ثمة خيط رفيع يجمع بين المسألة و فروعها لا يخفى - هذا الخيط الرفيع - على مثقف واع يتابع السلسلة من أولها بجد و اهتمام
أيها الأحباب:
سلسلة /لغة راقية/ تتناول مشكلة الإنسان المعاصر مع لغته التي من المفترض فيه أن يتعامل معها بوعي و فهم و أريحية و ثقة، و أن يجيدها بتقنية عالية و احتراف باعتبارها تمثل عمقه التأريخي و امتداده الجغرافي و إرثه الثقافي، بل تساهم في الحفاظ على أصله و أصالته و حاضره و مستقبله.
أيها الأحباب:
كنت قد بدأت معكم هذه السلسلة في تبيان معنى المفردة العربية /م.ث.ل/ و كنت أروم بذلك توجيه الأنظار إلى مشكلة خطيرة جدا ألا و هي مشكلة عدم فهم الكثير من المفردات العربية بمثل ما فهمها العرب إبان التنزيل الكريم، و هذا ما جعلنا اليوم ننشئ علاقاتنا وفق نظر قاصر و فهم سطحي يصل بنا إلى حد السذاجة! بل جعل علاقاتنا تشبه إلى حد بعيد بيت العنكبوت و ( إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) [ العنكبوت41]