مرور سريع
هرولت في الصباح الى الدائرة التي لا اريد أن أأتي على ذكر اسمها، يكفيني انني احلم بها دائماً وفي كل ليلة ، بمجرد ان استلقي في فراشي وتلامس المخدة لاحقاً صفحة وجهي .
كنت أخطو او أعدو او اهرول لافرق عندي ، فقد لفّتني دوامة من الضباب الكثيف ، وغمرني الندى بكثافتة وبلل رأسي وملابسي..
اصطدمت بشرطي المرور عند الاستدارة حيث ينزوي باب الدائرة الرشيق ، فابتسم لي وبدا رشيقا مثل باب الدائرة ومد يده يطلب مني اجازة السوق ، أدرت له ظهري وانا مستغرب من وضعه ، ولكني عدت اليه يدفعني فضول قوي للتأكد مما اراد.
رأيت ابتسامة على وجه الشاب الذي يقف خلفه مباشرة، راح يداريها بمسح قطرات ندى علقت في رأسه..ولمحت كذلك امرأة غطت وجهها وهي تضحك بصوت مسموع!
ودنوت منه :
هل انت جاد فيما تقول؟
سألته وكنت مستعداً لتحمل ما يتبع ذلك من كلام أخرق..خالٍ من اي معنى.. وحدث فعلاً ما توقعته، لم يجب الشرطي على سؤالي، وابتعد كثيراً وقال كلاماً ساذجاً ، وبدا لي شارد الذهن، كأنه في حلم من احلام اليقظة .. وقد شدتني اليه عبارة وحيدة مما قال :
- في الليل ، كثيراً ما احلم بإجازة السوق وبإشارتي المرور!
قلت له:
-ولكن إشارات المرور، ثلاثة!؟
رد عليّ:
-لا، هن - في الليل - اثنتين فقط، إما حمراء أو خضراء..!
لقد شغلني هذا الشرطي الاحمق في هذا الصباح المضبب ، ودخلت الدائرة التي لا اريد حتى ذكر اسمها، وانا أفكر " لماذا تختفي اشارة المرور الثالثة في الليل؟!"