وحقِّكَ زَحفاً أتينا...
حسين عوفي البابلي
تَعالـــــــــيتَ حتّى دَنا الأرفعُ
لرأسٍ بِذُبلِ الــــــــقَنا يُرفَــعُ
ولَمَّا وطئتَ النُجــومَ ازدهَتْ
تبَاهى بِكَ الليلُ والمطــــــلعُ
مضى مِنكَ جِسمٌ وروحٌ أبَتْ
مضاءً بِكُلِّ الإبا تطــــــــــــلعُ
فظلّتْ تُساقى الحيارى السَّنا
فأنتَ النَّدى الطاهــــرُ الأروعُ
وأنّى لِمثلِكَ ياابــــــنَ الكِرام
عليهِ عُيونُ الهُدى تهجَـــــــعُ
وأنّى لِسِبطٍ بِحِجرِ النّبِـــــــيِّ
مِنَ الخُلقِ والحِلمِ لا يرضَـــعُ
وحقِّكَ ياابنَ البطينِ الّــــــذي
بُطونُ العقولِ بهِ تُشبَـــــــــــعُ
فتى الدهرِ حقّاً وسيفُ الفقـار
أنوفُ الضلالِ بِهِ تُجــــــــــدَعُ
فأفنى الطُغاةَ وفاقَ الـــــــورى
بِأَيٍّ يُضاهى الفتى الأنــــــــزَعُ
وحقِّكَ زحفاً أتينا إليـــــــــــــك
ويحدو خُطانا الهوى الطَيِّــــــعُ
أتيناكَ صِدقاً لِخيرِ الرِّهـــــــــان
وندري هوانا غداً يشفَــــــــــــعُ
وجدناكَ أُفقاً جلِيَّ الفِــــــــــداء
فنحرُكُ حقلُ الهُدى المُمـــــــرعُ
متى ضجَّ ظُلمٌ بساحِ الأنـــــــــام
رأيناكَ فجراً لهُ يـــــــــــــــــــردعُ
فأنتَ الحسامُ بزندِ الإبـــــــــــــاء
ومَنْ قالَ: كلّا، فلايركـــــــــــــــعُ
بسبعينَ فادوا جميعاً حُسيـــــــن
فحازوا خلوداً متى ودّعــــــــــوا
لَأنتَ جديرٌ بهذا الوفـــــــــــــــاء
وهذا القرار الذي أجمعـــــــــــوا
لهذا زحفنا وفاءً إليـــــــــــــــــك
ومَنْ ذا بوَهمٍ لنَا يمنَــــــــــــــــعُ