حنيــــن .. زينب العزاوي

 حنيــــن

زينب العزاوي

الصورة للفنانة Shfaa Hadi

قبل (٠٠٠٠ ين سنة ) مضت

لم اقتطع ( رقم ) عمري

كالأخريات

بل أقتطع كما تُقتطع اللقطات الحميمية من الافلام القديمة

كنتُ أُشاهِدها

من شاشة تلفازنا

الذي نضطر احيانا وبسبب ضعف شاشته

للإختباء تحت عباءة أمي

لكي ٠٠٠

نتمكن من مشاهدة الحياة بمنظور آمن وواضح

كنت أتساءل حينها لِمَ يضطر أبي

للذهاب الى مكان التلفاز كل فترة لكي يُغير (القناة)

إذ لم يكن هنالك وقتها هذا ( الكونترول ) الذي يغير مزاجيتنا ومشاعرنا وصدقنا ومصيرنا بدون عناء

كان الموقف جديرا ببذل جهدٍ كبير لتغير قرار خطير لآخر آمن

كما كان يظن والدي حينها

أو يعطش فجأة فيرسلنا

أنا وكل اخوتي الصغار

الى النهر

لنغرق في التيه ولا نعرف الحقيقة

كان بإمكان أبي

الذي كان يخشى علينا دائما من فتنة الحياة أن يتركنا نشاهد تلك( اللقطات ) التي لا تعدو ضمة (حبيبين حقيقيين )

وقبلة يقتطفها الحبيب بخجل وخوف كما عرفت ذلك مؤخرا

بعد أن بحثت عن كل الافلام القديمة المعدودة كلحظات الحقيقة الآن

كم كنت ستوفر لي من عذاب يا أبي لوكنت تركتني أُشاهد المشهد بالكامل

وأحتضنتني وقتها

وأنا اشاهد ذلك الذي يقبل حبيبته بحنان وأنت تقول لي :

الحياة رائعة ودافئة كتلك القبلات

قبل أن أكبر لأعرف أن كل ذلك الدفء لم يكن إِلا لقطات

حميمية نشاهدها فقط ٠٠

في شاشة تلفازنا الصغير

والآن أفنيت بقية ال٠٠٠٠ون سنة .

أبحث في كل مزادات التلفازات النادرة عن تلفاز يشبه تلفازنا ليعيد لي عباءة أمي المعبئة بالأمان والستر

وحنان أبي وخوفه الحقيقي علينا وقبلات ذلك الحبيب التي طبعها على جبيني ورحل

هذا ما عرفته حين شاهدتها

عندما كبرت فقط