"برقيات جنوبية "
ميثاق كريم الركابي/ العراق
عذرا يا صديقي..
أنا لا أجيد لغة الصمت ولا أتقن دور غموض البحر في الغرام
أنا واضحة كثمار الأشجار كصوت الشلال..كنوبة سعال
فخذ ما تشاء من الغياب لأني بكل الأحوال أبقى أنثى..بكل الأحوال تبقى ذكرى
هل تعلم كيف للمراة أن تلكم رجلها بقسوة..؟
حين تكف عن معاتبته
حين تهجره بصمت وهي تعشقه
النساء هن المساء والنهار فلماذا أحزن وكل نوافذي تطل على نفسي..!!
لماذا الذبول وكل ما بي ورود وربيع يتحدى الفصول
عذرا يا صديقي
لم يعد هنالك متسعا من العمر لتعذيب نفسي من أجل قصة وهم
فهذه السماء تضم كل الأجنحة وأنا أهوى التحليق
أهوى الحياة أهوى استعباد الفرح
أبتسم لصباحاتي بلا سبب والقصيدة تأتي الي طائعة
أنا لا أهرب من حزني لأني أعتقه مني كل مساء
حتى هذا الأفق صار يأخذ امتداده من سكينتي
والعشب الأخضر ينمو كل حين بصدر لحظاتي
لن أنسى وجهك..لأنك وجهي
لكني بدأت أقتنع أن أحلام اليقظة مرهقة
وأن الشعر بالفراق يكون مكتملا كبدر مدلل
فعذرا لأن الدمع تجمد
لأن خريف حزني عليك كان قصيرا
عذرا لأني امراة عشقتك بالشعر وفارقتك بالشعر
خذ كل ذاكرة الغرباء والأوطان والبحار
خذ حتى خيبات الأوتار المقطوعة في الغناء
علمتني الحياة أن كل قصص العشق غالبا تنتهي بالانكسار
لكن الغريب في الأمر أني لم أكسر على يد أحد
وحده هذا الوطن المنكوب من يكسرني كل يوم
من يجعلني متخومة بالخيبات
اعطف على كل حواء تتباكى على آدم
علام البكاء وأنت شمعة الغرام والاشتهاء
علام البكاء وانت شرق الحب وغربه
جنوبه وشماله وكل الفصول الأربعة
علام البكاء وانت خبز الحياة ونبيذ العمر
وبنفسجة تسحر الشيخ والشباب
عذرا يا صديقي لأني أبيع أحزاني بثمن بخس
واشتري حاضري بابتسامة رضا
مشكلتك أيها الجميل انك جاهل بأمر النساء
فبقانون المرأة أن الأهمال خيبة
الأنشغال خيبة..الغياب خيبة..التجاهل خيبة
الصمت خيبة..
ان تنام دون أن تقبلها ..دون أن تجدد الولاء لقلبها أعظم خيبة
فنحن من نجملكم بقلوبنا
نحن القناديل لبيوتكم...لأعماركم
نحن الجوري المنثور على أسرتكم
فعذرا يا صديقي
خرائط الدنيا لا تعادل خطوة خذلان
وقطار عمري لا يقف بمحطات الأحزان

