ملاك بملامحٍ مشبوهة
مهدي سهم الربيعي / العراق
لَسْتُ سِوَى صَوْتِ بُكَاءٍ يَسْتَغِيثُ فِي الْبَريَّةِ . .
لَا أَنْدُبُ حُظُوظَ الجُبناء . .
الشَّجَاعَةُ غَرِيزَةٌ . .
تائهةٌ فِي حُلمٍ سَيٍّء . .
تُراودني . .
تَمْلَأ جمجمتي المتخمةَ بِالنِّسْيَان . .
إلَّا شَرْخاً وَاحِداً . .
مِنْ خِلَالِهِ أَلِجُ تراكماتٍ طاعنةَ الندوبِ . .
لَا أَجيدُ القَفْزَ عَلَى وَجْهِ رَجُلٍ مَيِّتٍ . .
سأرتشفُ كَأْسًا ثقيلةً . .
أَزْيَدُ بِهَا ثَمالتي . . و أُبْحِرُ إلَيّ . .
أَنَا الْجَزِيرَةُ الغارقةُ . .
أتظاهرُ بِأَنِّي حَزِينٌ وَاسْتَمْتَعُ بِالصَّمْتِ . .
أتجاهلُ وُجُودَ المنفى . .
تِلْكَ النُّقْطَةُ الْعَمْيَاءُ فِي رادارِ الْإِنْسَانِيَّةِ . .
عَاقِلٌ . .
ﻻاريدُ أَنْ أَكُونَ شِرِّيرًا ..
تَائهاً مهووساً . .
ﻻ أُرِيدُ إلَّا وِسَادَةً صَغِيرَةً للرقادِ . .
نَافِذَةً مِنْهَا أُكَلِّمُ النُّجُومَ . .
وَامْرَأَةً تعْرَف كَيْف تَجْعَلُنِي مَذْهُولاً بِالْوَهْمِ . .
لَسْتُ مخبولاً عَلَى الْإِطْلَاقِ . .
غَيْرَ أَنَّ الْجَمَالَ أَكْثَرُ صُعُوبَة مِنْ كُلِّ شَيْءٍ .