هُنا ضمَّنا الجُرحُ
فاديه عريج / سوريا
هُـنا البدءُ كان
صهيلا يسابقُ في الليلِ أحلامَنا
ويهبطُ في قاعِ صحرائنا
يمتشقُ الضَّوءَ..
ويعدو لاثماً ثغرَ الحياة
ثمةَ نهرٌ بيميننا كان
وكانت عيونُ الزّمانِ تُحاورُه
وتتوقُ لمجراهُ..
وكُـنا على وقعِ أصدائِه
نـزرعُ حقولَ الأماني
ونرحلُ في زمنٍ من نُضارْ
هُـنا ضَمَّنا الجُـرحُ
وبَعثَرتْ قصائدَنا الرِّياح
الصَّباحاتُ ترتمي
في حُفرةٍ من رمَاد
والغـدُ يَغفو خلفَ أسوارِ الضّباب
نُسَرِحُ دمعاً تساقطَ في الرَّملِ
أو نحتمي ببقايا ظلالْ !
هنا سَقطَتْ أوراقُ الأحلامْ
صارت أشباحاً تقفُ في الخيال..
وبأكفٍ مُرتَعِشةٍ
كما القُـبلةُ الخائفةْ
نحاولُ أن نستعيدَ الزّمان
نحملُ بين الأصابعِ جمراً
نقولُ كلاماً عن الأمسِ
ونُسافـرُ في زوارقِ الذّكريات
دَعونا نرمم ما تبقى منا
نُرِتبُ أشلاءَنا
ونُعـيدُ إلى الغُصنِ أوراقَهُ
ونمضي نحو قِممٍ تليقُ
ونبني في عينِ الشَّـمسِ
منازلَ الضّياء..!
في دمائِنا رحيقٌ
وفي أفواهِـنا أغنيات
وفي الصَّدرِ
تثورُ براعمُ الأمنياتْ
............................