قصة قصيرة
( هي والليل والذكرى )
زهراء الهاشمي
تثاءب القمر ضجرا وراح يتقهقر الى الوراء
بعد أن زحفت جيوش الصباح الفتية اليه
عصفور... اعتاد أن ينقر على نافذة غرفتها لم يتأخر عنها وكأن له موعدا لم يخلفه أبدا
كان أنيسا لها بعد غياب الأحباب
نهضت .. تمطت
أدارت رأسها ذات اليمين مرة وللشمال أُخرى
رسمت ابتسامة فاترة على شفتيها
ألقت دثارها الرقيق جانبا
حانت منها التفاتة الى مرآة خاصمتها طويلا
كان الحبيب هو مرآتها يتغزل بها في كل حين
خلد محاسنها في كتاباته :
( عشقت العيون الخضر من صغري
وماكان سودها والشهل يعنيني )
حدقت في المرآة جليا تفاجأت بخطوط رسمها الحزن والحنين اليه تذكرت طفلها وكلامه أول مرة بعد وفاة والدتها صارخا : ( امي شايبة )
بعد أن رأى شعرة بيضاء في مفرق رأسها ..
ابتسمت لصورتها المطبوعة أمامها .. وأزاحت خصلة من شعرها تدلت على جبينها وراحت تدندن بأُغنية قديمة كانا يسمعانها معا :
( انه متعود عليك اهواي
يسولت سكتتي
چانن ثیابي علي غربه گبل جيتك
وستاحش من عيوني
وعلمتني وعله المامش عودتني )
وبعد أفول نجمه هل تنفع الاحلام إن لم يتقاسماها
معا . ؟
عادت تدندن وهي تحدق في مكانه والذكريات التي
أعقبها لها :
( هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معا كنا قرأناهُ )