انكسار
زهراء ناجي
نص من كتاب (على شفير منفى)
ها أنا نسيت الحرف
فلم أعد أعرف الكتابة بعد
فقط طقوس أمارسها حين أفترش العدم
توسلت به ذات ليلة
أن ينقذ ذلك الرمق
المتبقي في رأسي
حين يتملك الضعف مني
فأميل معه
تغلق الأفكار أبوابها
يزورني الحزن مواسيا
ينسكب من السماء
قاراً نتناً
في روحي الهوجاء
لم يبقِ في الذاكرة
شيء عالق
حتى ألهمتني السماء صبراً
بمالح من الدمع
أئن على الوسادة
بصداع صامد
بحمى الجنون
تراقصت حولي الشياطين
فهويت أغوصُ في النار
هيكل متفسخ
نفرت منه حتى الجرذان
والشعيرات الشمطاء
حبلى بالهم
في ذلك الشق
بقيت حبيسة معذبة
سرعان ما أكملتها النواعير بالضرب
على رأسي المهشم
ذلك الغبي في أحشائه الغوغاء
تقافزت العفاريت منه
نشطت، تجمعت
في مستنقعه المسموم
جلدت أفكاره المهترئة
ملأت عظامه الأوجاع
دقت ناقوسه للموت
فهام في كل وسوسة
يتلمس متنفساً من الهواء
حريتي باتت مقيدة
في حلم جفت قريحته
كيف لي أن أنقذه
من بين الركام
فأصبت بانفصام
مابين نعيق ذاكرتي
وبين خمول عقلي
عند بلوغ القرار
فأستعد لولادة
مخاضها عسير
.