في وداع عمي الأديب و الصحافي عماد العبدالله.
كتبت . أ سلاف العبدالله
كنت طفلة صغيرة تلاعبني في بيت جدي عندما يصطحبني ابي في الصيف الى الخيام.
ثم كبرنا انا و انت ، و تغير اللعب ،فأصبحنا نلعب بالكلام .كنت اطلعك على محاولاتي الخجولة في الكتابة فتشجعني بعيدا عن عصام و سطوته.و كنت اقرأ مقالتك الساخرة و نقدك الاذع فاستمتع و اتعلم.
ثم تفرقنا مثلنا مثل معظم العائلات اللبنانية المنتشرة في اصقاع الارض.انت في الدوحة وانا بين لندن و بيروت.لكننا استطعنا ان نتواصل و قبلنا عن طيب خاطر ان نكون جزءا من هذه العولمة الموحشة.فوقفنا معا على هذه الشرفة ،شرفة الفيسبوك ،نتنادى عسى نأنس في غربتنا فيكون في ذلك عزاء لنا.هذه الشرفة التي اصبحت "خيامك" و مجلتك و مقهاك.و عدنا نلعب بالكلام من جديد.لم اترك قلبا ملونا الا و ارسلته لك و لم تترك قبلة الا و ارسلتها لي؛و تفادينا الدمع قدر المستطاع .
اليوم تعود جثة الي بيروت
غدا اذهب لوداعك
و لن نلعب بعد الان.
ماذا سيبقى منك في ذاكرتي؟
سيبقى صوتك الرخيم،ستبقى ربطات عنقك الزاهية و الثمينة،ستبقى حكاياك الجذابة، سيبقى تجوالنا السنوي في معرض الكتاب و سيبقى "جنونك"اللذيذ الذي احتار كثيرون في امره.
كنت العصفور المهاجر الذي حاول ان يبني له عشا في الدوحة؛ربما اسميته الخيام،او ربما اسميته بيروت:زينته بالاحلام و بالألوان.كنت تطل علينا في كل صباح تزقزق املا و فرحا في آذاننا .
عماد العبدالله،الاديب و الصحافي،كنت لاوعينا الماجن و الرشيق و الصادم و المفاجئ.
كنت الرجاء في هذا الخراب الكبير…
جف الدمع
قلبي ينزف الما
وداعا…..