عندَ ناصيةِ الوقتِ
سوسن رحروح
تُلقي الساعاتُ بعصف انتظارِها
على هَرمي
تنسحبُ الٱهُ من شفتي خلسةً
في كأسٍ غارقةٍ في الليلِ
تنتحرُ قطرةُ ضوءٍ
كنا نحلمُ معاً
بالانفلاتِ من حبائلِ القهرِ
ظللتُ وحدي بلا قناديل
ولاشراعٍ يُوصلني إلى دفئي
كان المطرُ لامبالياً
على كتفِ القحطِ يبكي
يتسولُ على الرصيفِ الممزقِ
كلُّ الذين مرّوا
لمْ يروا شقاءَ عينيه
لم يضعوا في يدِهِ قطعةَ حُبٍّ
تركوا الجوعَ ينهشُ أضلاعَهُ
أشعلَ ٱخرَ حلمٍ
وعلى وسادةٍ فارغةٍ
أغرقَ راسَهُ في زحامِ الصمتِ
وظللتُ وحدي
يُرهقُني اللاسؤالُ
اللااهتمامُ
اللا وطنُ
خناجرُ اللاءاتِ تخترقني كالموتِ
أقتفي أنينَ الروحِ
يئنُ وطنٌ في دمي
اقتسمُ الوجعَ مع حدودِهِِ المقضومةِ
يغادرُنا المكانُ
جرائدُ الصباح ِتهمُّ بالنهوضِ
أخبارٌ طارجةٌ
اشلاءٌ تملأ ُالنوافذَ المطلةَ
علي الحكايةِ
اضجُّ باشتياقٍ مزنرٍ بطيفِكِ
يومٌ ٱخرُ مرَّ دونَ ابتسامتِكِ
صباح.ممزوجٌ بصداعٍ خريفيٍّ
فارغٍ من عبيرِكِ
وظللتُ وحدي
أقتطعُ رغيفَ الحنينِ
شفاهي يابسةٌ
وأصابعُ قافلتي تنتظرُ سلاماً