-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

الهم الشخصي والوطني/ القومي في قصيدة في قصيدة " بريق كاذب" للشاعر عبد المجيد السامرائي

 الهم الشخصي والوطني/ القومي في قصيدة

في قصيدة " بريق كاذب" للشاعر عبد المجيد السامرائي

رائد محمد الحواري





" لم أجنِ ياقومُ الّا الهمَّ والتَّعبا
واحسرتاهُ على عمري الذي ذهبا
كأنني القدسُ في أذيالِ خيبتِها
نادَتْ مراراً فلم تستنهضِ العرَبا
أونخلةٌ أثمرَتْ شيصاً فليس لها
أنْ تجعلَ الشيصَ مهما حاولَتْ رُطَبا
أوقاطعٌ ظهرَ بيدٍ مسَّهُ ظمَأٌ
ومالديهِ سوى الماءِ الذي انسكبا
لا يرتضي برجوعٍ دون مأربِهِ
ولا يطيقُ الى أن يبلغَ الأرَباَ
ماذا سأنعتُ بعضَ النّاسِ في زمني
ماذا أُكَنّي وماذا أنتقي لقَبا
إنْ كنتُ أسمعُ عمّا قيلَ من عجَبٍ
فهُم أرَوني اموراً فاقَتِ العجَبا
بعتُ السّلالَ رخيصاتٍ بلا عنبٍ
وهم يبيعونَ مِن بستانيَ العنبا
تدرونَ مابيْ وماذا باتَ يُحزنُني ؟
كانوا نحاساً وانّي خِلتُهم ذهَبا
"
يفتتح الشاعر القصيدة بالحديث عن همه الشخصية في الصدر وعجز البيت، لكنه سرعان من يدخلنا إلى الهم القومي والوطني، متحدثا عن فلسطين/القدس والعراق/النخلة، وهذا الجمع بين الواقع والرمز يحسب للشاعر الذي أراد لقصيدته أن تجمع ما هو التناقض، المباشرة في تناوله القدس، والرمزية في تناوله للعراق/النخل، والجميل في هذه القصيدة أن الشاعر يُوصل فكرة السواد/اليأس بأكثر من طريقة، منها الفكرة التي تحملها القصيدة، وأيضا من خلال الألفاظ، فعندما تتحدث عن القدس نجد عدد من الألفاظ السوادء : "أذيال، خيبتها، فلم" وهذه أكثر من عدد الألفاظ البياض التي نجدها في: "نادت، تستنهض" وإذا علمنا أن هناك حرف النفي/فلم يسبق تستنهض نكون أمام لفظ أبيض واحد فقط.
وفي المقطع الثاني الذي يتحدث عن العراق/النخلة نجد تكرار للفظ "شيصا/الشيص" يقابله لفظ أبيض "أثمرت، رطبا" لكن اقرن الثمر بالشيص، ورطبا بحرف النفي "فليس" بمعنى ليس هناك ثمر، وإن وجد فهو لا يصلح للأكل.
في البيت الثالث يتحدث الشاعر عن الماء، الذي يعني الحياة ورمز الطهارة والانتقال من حالة سلبية/متدنية إلى أخرى إيجابية/متقدمة، والجميل في هذا البيت أن الشاعر كثف حالة السواد مستخدما ألفاظا تشير إلى فقدان الماء: "ظمأ، انسكبا" ونلاحظ الحاجة المزدوجة للماء، للطهارة/مسه، وللشرب/انسكبا.
بعد أن تحدث عن الألم المادي/الظمأ يقدمنا من المعاناة النفسية التي يمر بها، فيتحدث عن المتناقضات: "لا يرضى، ولا يطيق" والجميل في هذا البيت الحركة العكسية التي نجدها في "الرجوع، يبلغ" فالألفاظ المجردة توصل فكرة (الحيرة) للقارئ إضافة إلى المعنى العام للبيت.
يعود الشاعر إلى الحديث عن همومه الشخصية ومشاكله مع الناس/المجتمع/الأفراد، مبينا حيرته واستغرابه من خلال تكرار: "عجب/العجبا" وهو يبين تعرضه لضغط في السمع/أسمع، والمشاهدة/أروني، مما يجعل تكرار العجب/العجبا مبررة ومتوازنة مع ما يمر به.
الشاعر يتألق أكثر عندما ينسب لنفسه الشيء قليل القيمة/سلال، وللآخرين كثرة الخير/بستاني، من هنا قال عن نفسه/بعت، وعن الآخرين/يبيعون، فالكثرة لصالهم.
يختم الشاعر القصيدة بحالة التناقض بين الواقع/النحاس، والأمل/الذهب، والتناقض بين هو الشاعر/خلتهم، وبين الآخرين/كانوا، وهذا يأخذنا إلى بعد المسافة بين أنا الشاعر/خلتهم، والواقع الاجتماعي لهم/كانوا، وهذا يعيدنا إلى فاتحة القصيدة وحالة الهم والتعب والحسرة التي يعانيها الشاعر، فكانت الفاتحة والخاتمة منسجمة في خدمة فكرة (اغتراب) التي يمر بها الشاعر.
القصيدة منشورة على موقع رابطة شعراء العرب

عن محرر المقال

aarb313@gmail.com

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية