قد أموت
نص: أ. قدري المصلح
قد أموت وقد أموت وقد أَقْتُل
أنا لا يهمني عمر بلا حب
فأنا من حبي
لا أخجل
تناثرت مسافات ومسافات
وضاعت طرق ومحطات
وأعرف كيف أجدها
وأنتِ
بصبركِ عليّ أجمل
من كل حب
ويهمني الآن من صبركِ
أن أخجل
وأصلحيني
فعينيكِ مصحف وآيات
ووجهكِ مرسوم مثل معجزة
من معجزات
لا تقولي: نم ونوم الظالمين عبادة
فأنا من عينيكِ
عبد من العباد
أعرف قدرة ربي
والمحطات ومنها محطة آخرها مسجد
تتلى فيه الآيات ويسمعها العباد
يا ساحرة الشرق
قولي للشرق ما ذنبي؟
ضال اهتدى
من مصحف عيني
وعرف ربي وربه
وصلى
فهل أمنع من عاد إلى ربه
مؤمنا
يتلو آياته اناء الليل وأطراف النهار
كلما شاهد عيني
ولا خجل
من زمن أضاق الصحاري مر صمتها
كيف قامت الثورات
ومرت منها
وعاشت بصمت
ولا يعجبني
ثائر بلا ماء فيها
ولكن الرزق يا حبيبتي
كما قالت عينيكِ
على رب العباد
وحبكِ
ما رزقني ربي
والأعمال بالنيات
وعلي نياتهم يرزقون
وعلي نيتي
اهتديت بعد الضلال
إلى عينيكِ
تتلى فيها الآيات
لا تسمعي صوت القطار
فهو مار
وتمر معه المحطات والأعوام والسنين
وتمر ذاكرتي
ولكن لا تمر منها ذكرى
ضال اهتدى
من مصحف عينيكِ
أضعت الكثير وخسرت الكثير
وصرت وحيداً
وقتلتني وحدتي
فكيف بالله عليكِ مررت
كأنك مصلحة لحالي
فعينيكِ
واعظ ما ودعك ربك
وما قتلتكِ
الصحاري بحرها
ولا حرقتكِ شمسها
قد رحلت سنين القحط
ويا سبحانكِ
من خلفت عينيها
واعدت ضال من العباد
يقسم بربها
إنها الأجمل بصبرها
كيف علمه الخجل
ومن أجلها
يرحل
والصبر على المصاب أجمل.
الديوان لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان.
القصيدة: مصحف عينيكِ.
للشاعر:
قدري المصلح.
نص: أ. قدري المصلح