أخطو فوق الرمال
ندى الجليلاتي - سوريا
وحيدةً أخطو فوق الرمال
البحرُ يركضُ كما المعتاد
يمارس تمارين الأذرع وَالأرجل وَالخصر وَيطقطق أصداف الاحتمالات
كم هو نشيطٌ وَكم أنا مترهلة
كأخطبوطٍ عجوزٍ ينفثُ حبرهُ كي لا تنقضَ على ضعفه الكائنات،
أغطي وجهي بوشاحي، أدفنُ قدميّ في الرمل الحار
وَأقفُ مصلوبةً دون رأسٍ، دون أقدام
هاربةً من كل الأفكار وَالطرقات
لا طريقَ ليّ وَإن سفحتُ دمي ليقودني كما العمياء
لا فكرة تتملكني وَإن جعلتني لعنتي أنطق المعلقات
خواءٌ في خواء كالكونِ قبل البدء، كحريقٍ سكتَ فيه الرماد
ما الفرق بين البداية وَبين النهاية حينَ نبدأ صفراً وَننتهي عدة أصفار؟
تتوالى السنون خاويةً مجرد أرقامٍ تهبني من الأصفار ما لم أشاء
أتعلقُ بأصفاري أماً لا تتخلى عن أبنائها الضعاف
أرعاها بماء عيني،أزرعها في قلبي رغم نصلها الحاد
أرجوها أن تكبرَ أن تصيرَ واحداً أو جزءاً من شيءٍ قابلٍ للنماء
لكنهُ الفراغ حين يكبر لا يصير أكثر من كسرٍ تعجز جميع أصفارك أن تكون له جبيرةً أو ضماد