أضواء على قصيدة ( أفراح وطن ) ...
للشاعر / مصطفى الحاج حسين .
بقلم الشاعر و الناقد / عبده مرقص عبد الملاك سلامة
لقد إختار الشاعر عنوانا متفائلاً لنصه الذى يعبر عن مأساة الإنسانية و الوطن المحترق بنار الفتنة التى أتت على الأبرياء من المواطنين ( أطفالاً و شيوخاً و نساء )،نار فشل من أشعلها فى إخمادها ، و أذا بالشاعر يحلم بصوت عال من عمق المأساة و يخيل له فى الأفق وطناً غير الذى يعيش فيه و يشاطره فى ذلك الفراغ الذى يناجيه بدموع من عيون حالمة و ذابلة و يربت على كتفيه و هو غارق فى أحزان لا نهاية لها و يخاطبه بأنه فى إحتياج لوطن إن لم يسعد بالعيش فيه فهو فى حاجة الى تراب الوطن ليحتوى رفاته ،
محتاج لوكن كله ضجيج ،ضجيج اهازيج الطير والحب و شمسه تهب كل من على أرضه الحياة و السعادة
و قد وفق الشاعر فى إختيار مفردات تعبر عن التجربة الشعرية التى يعانيها ( يصيخ السمع لدمعتى ) ،( يجس تجاعيد أنفاسى ) ( أشجاره تثمر القبلات ) و الى أخر ما ورد بالنص
و بالرغم من الموسيقيى الداخلية فى النص فقد راوغ كما يراوغ الثعلب للهرب من الإلتزام بالقافية و صار يقفز قفزات سريعة لتجنب القافية وتلك الصور المتحركة قد لا تجعل القاريء يعى ذلك
و عموما النص يتمتع بإحساس مرهف و شعور مفرط فى الحزن المختلط بالأمل فى غد يأتى بوطن مثل باقى الأوطان ،بل أفضل تحياتى .
عبده مرقص عبد الملاك .
______________________________________________
* وطن الفرح ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
يتأملني الفراغ
يحدق في زحمة اختناقي
يقترب من انهزامي
يجسّ تجاعيد أنفاسي
يصيخ السمع لدمعتي
يمسد أصابع لوعتي
ويربت على أكتاف أوجاعي
يسقي صمتي جرعة
من تراتيله
ثم ..
يجهش ببكاء محترق
ويدمدم ..
بصوت متهدج النظرات
أنتَ ..
محتاج لوطنٍ يضمّ رفاتك
وطن ..
يزخر بغبار الضجيج
تعلو سماءه غيوم
من الضحكات
وتكون ..
شمسه مجدولة الدفء
أشجاره تثمر القبلات
طيوره ..
من همسات الخبز
أحجاره ..
تشيدها الموسيقا
شبابيكه من شهوة الندى
وطن ..
ترفرف على أسطحته
مكاتيب الغرام
شوارعه تكتظ بالنجوى
وأبوابه من ضوء
القمر *.
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول