هديّ القَيْن
بقلم عبد الكريم احمد الزيدي
....................................
وَمٰا سَلِمَت مِنَ الحُسّادِ عَينٌ
وعٰاشِقُهٰا اذا خَبُرَ الجَمالا
تَراها ألسُنَ العُذالِ تَبلِي
وَيُحدثُ وَقعُ فِعلَتها قِتالا
أُحَدِّثُ مَن رأى لِلبَدرِ ظِـلاً
وَأسألُ أيُّهُم لَو مِنهُ طالا ؟
وَأعرِفُ حِيرَةَ العُشاقِ لَمَّا
لِحاظِ العَينِ تُنكِرُ أن تَنالا
تَظَلُ بما لَهم مِن فَــرطِ ضِـيقٍ
يَمِينِ الكَفِ تَضرِبُ ذٰا الشَّمالا
يَحِلُ أسىً بمَن قد صـابَ مِنْهُم
يَعضُّ عَلى أصابِعِهِ كَلالا (١)
وَمَن ذٰا صَدَّقَت رُؤياهُ حُلماً
وَهَديَ القَيْنِ نَعرِفُهُ ضَلاَلا (٢)
يَعِدنَ وُما يُوفِّينَّ عَهـداً
لَهُنَّ قَضى وَلا يُبدِلنَ حالا
فَحـاذِر إن تَظُنِ الهَزلَ جِدّاً
وَخُضْرَ العُودِ تَرجُوهُ أشتِعالا
أيَنهى مَن رأى لِلبَدرِ وَجهاً
نَدِيماً راقَهُ فِي اللّيلِ خالا (٣)
وَيَكتِمُ نارَهُ مَن ذاقَ كُرباً
وَيَهنَأُ حالُهُ مَن ضاقَ بالا
فَلا والقَيدُ مَعقُودٌ بِكَفٍ
وَفَجرُ الاسرِ لا يَأْتِي الغَلالا
وَلا يَختالُ ذاكَ الغِمدَ ماضٍ
إذا جافَت حَمائِلُهُ الجَلالا
فَخالي القَلبِ لا يُضنيهِ هَمٌّ
كَمِثلِ الهَمِ يألَفُهُ مَلالا (٤)
أتَدري وَالصَباحُ إذا تَجلى
بِأنّ اللّيـلَ يَأتِيهِ سِـجالا
رَدِيفاً لا يَظَلُ المَدُّ يَجثو
وَلَكِن جَزرُهُ يَبقى قِبالا
فَدَع لِلصَبرِ باباً رُبَّ يَومٍ
لِهذا البابِ يأتي الفَتحُ فالا
.......................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق/ بغداد
(١) كلال: تعب ، إعياء
(٢)قين: مملوك ، عبد
(٣) خال:صاحب، خادن، اليف
(٤) الملال: سأم، ضجر، ملل