كونشرتو_الهاوية
أ . سرية العثمان - سورية
هذا الحزن
يُطاردني، يقتفي اثري
يتعَقّبني..
كما وحش ٍ يجري خلف أيلة
أو ليلٍ خلفَ نهار
وانا..
نخلة ألوذُ في زاوية
في بيتنا الحِرّي
ولا تزال عراجيني في شهوة تُمورها
تستشفّ بواكير عصيرها
تُناطح سعفاتها الشمس
على حافة الهاوية
أدندن السقوط
وأخشى هروب ظلّي
في ليل المدن الصامتة
تصرخُ وحدتي يتأهب ندائي
لذاكرةٍ غضّة في فراغي
تتأرجح بين وهم الأحلام و حقيقةٍ من سراب
كانت مساءاتي عارية الليل
كما نوتة مبحوحة الغناء
و نص سافر في محطةٍ مجهولة العنوان
تغّربت القطارات
تبعثرت المدن الهامدة
كنبيذٍ سفحته مُغنية
النص العميق يشخر
كما صمت القبور
في وحدتي و ذاك الخواء
أظافر الغياب..
تتأرجح في وسوسة نداء
يعلو من نافذة تقّرحَت أصابع انتظاراتها