النورس العائد
مصطفى جميل حجازي
يا شاطئ البحرِ يا آسي ونَسريني ..... إنّي أغّنيكَ في نايِي فغنّيني
يا شاطئ البحرِ ! هل ما زلتَ تذكرُني .... أمْ قد نسيتَ ؟ وليس البعدُ يُنْسِيني
وموجُكَ الغَضُّ ما أحلى ضفائره !.... كأنّه خفقُ روحِي في شراييني
هذي الرمالُ عليها وهْجُ قُبلتنا.... وما تزالُ - ورغمَ البعدِ - تُغْريني
ذاكَ الشراعُ بلونِ الحبّ أرسمُهُ...... كمْ فيهِ منْ أمل ٍ غاف ٍ يناديني !!
يا شاطئ البحر! يا ميناءَ ذاكرتي..... ما زلتَ لي قِبلتي ما زلتَ لي ديني
إنّي أتيتكَ مجروحا ً وبي وجعٌ..... وليس غيرُك من آهي يداويني
معَ الجُمانِ معَ الأصدافِ لي نسَبٌ..... مع النوارس تحيا في دواديني
آه ٍ ! تذكّرْ ! أما عانقتَ منْ زمنٍ.... صبّا ً مشوقا ً له لحنُ الحساسينِ ؟
إني أنا الألمُ الرقراقُ ملتمعا ً..... تحت الرُّكامِ وما بين السكاكينِ
على ضفافِ جراحي ألفُ قافية..... ظمأى إلى الحبّ من عهد ابن زيدونِ