بعد التقاعد
بقلم / أ . مصطفى جميل حجازي
ضمّ الجـناح وصارَ البيتُ مأْواهُ ...... وعانقَ الجُرحَ من شتّى زواياهُ
وأطــــلقَ الآهَ في شريانِ غـــرفته ....... فجرّحتهُ وأذكتْ صـدرَهُ الآهُ
وباتَ يحضنُ باليسرى خواصـــرَهُ ........ ويرتجي الســـدرة العليا بيمناهُ
وحاربَ الدمــــعَ في سرٍّ وفي علنٍ ......... لولا الإباءُ لصبّ الدمــعَ عيناهُ
مُسَهّدٌ في ظـــــلام الليـــــل يُؤْنِسُهُ ........ قلبٌ نَدِيٌّ كطـفل كان ربّاهُ
رعى الحياةَ زماناً ما اشـتكى وجَعَاً .........وها كغولٍ أتتهُ اليوم ترعاهُ
وكان نسراً بأعلى الــــدوح مسكنهُ ......... واليوم بثّ صغار الطير شكواهُ
وكانَ يرنو إلى أخــــــراهُ في قــلقٍ.......... إذا الزمان بنابٍ عضّ أُخْراهُ
وأنكرتْهُ عيـــونٌ أمــْسِ كحّــــــلها !........وكم جَفَتْهُ مع الأيام أفواهُ !!
مَنْ كانَ يُبصرُ نورَ الشمس في ظُلَمٍ..... أو كانَ يدرك سِرّ الحرف لولاهُ ؟
يعيش في الناس لا يَلْوي على أحَدٍ .......... كأنّه لم يكن يوما له جاهُ