البرزخ
نص / أ . أمين جياد
( الى \ف.ع )
.....................
في الفجر تقابلنا سرّّاًً
أعطتني حرفاً محترقاً من شفتيها
حطّ على كفّينا طير النورس
فقامت من بين الموج
مدّت كفّّاًً على جسدي
تمسح برق عيوني
تمشي كالريح
وأرى أفقاً ينام بين لماها
تغسل في البحر ضفائرها
أرى قمراً مكشوف الضوء
يتدلّى من جهة الشرق
وأرى قمراً آخر يتموج من جهة الغرب
تمسكني بينهما واصرخ
قالت : أنا البرزخ
قلت : أنا ضفتيه
قمنا
ووضعنا في البرزخ
كتاب العشق
فأقسمنا :
أن نلتفّ كما الموجة
كما الروح
على بحر ظل يطاول جلجلتي
فيسجرنا الماء
في الفجر تقابلنا سرّا
حدّثني الياقوت طويلًا عن شمس تخرج من تحت الموج
وحدّثني عن حجر يتألق مثل عيون تظهر في الأفق
يشعّ على موج الحب
ففي رائحة الصمت تشبّ دموعاً
أشرب هذا الدمع
تظهر ثانية من بين الموج
أراها تمسكني غريقاً
وتلتف عليّ بريقاً
تحلّ ضفائرها ثانية وتطوقني بحروف أجهلها
فيشعّ عقيق الخصرعلى كفّينا
ونغوص معا....
أحجار تبهر جسداً كطير النورس
أمواج تتكوّر بين الضفتين
لنرانا قلباً محترقاً بين الرمل .
18/10/2015