شجرة الزيتون
نص / فوزية الكوراني/ سوريا
عندما ولدت أخذ بي والدي إلى الأرض، وفتح كفيّ الصغير واطبقه على فسيلة زيتون صغيرة؛ ثم نبش تراب الأرض وبيدي زرع تلك الفسيلة.
كبرنا معا أصبحت صديقتي ترعرعت تحت ظلها حفرت على جذعها أحلامي، أفراحي، أحزاني، آمالاً بغدٍ مشرق.
تعطيني من خيرها اِستظللت بفيئِها في شدة القَيْظ... وفي الشتاء أشم رائحة المطر من بين أوراقها الخضراء، وطني الغالي مجسم بها.
في هذا اليوم المؤلم؛ التهمتها نيران الحقد!
استعنت برثائيات الخنساء على رمادها، شاهداً على موتي قسراً؛ وعند الدفن أحياني فسيلة خضراء على جذرها هرب خلسة من النار!... ليعيد بناء حلمي وأملي.
وأصبح ذاك الرماد سماداً لفسيلة الجديدة المشرقة بالأمل؛ لتكتب أحلامي من جديد وتعطيني دفعاً
للأمل...مهما كبرنا وهرمت أيامنا
يبقى جذرنا في الأرض يطرح
فسائل فرح وأمل.