نص: تفاح إيريس
أ. يوسف حكمي
أيها الغريب..
وأنت تستعد
لتغادر وجه الحياة
جهز نفسك
واجلس وحيدا
على حافة السرير
وتفقد السهم المنغرس في أحشائك
أيها الغريب..
وأنت تستعد
لتدوين خطاياك
خذ قلما جديدا
وأكتب قليلا من الشعر
مجاملة فيك
دخن سجارتك الأخيرة دون ترثرة
قرب شرفتك المطلة
على منفاك في إيدا
جهز نفسك
وأنت تحتضر
لتقرأ وصيتك الاخيرة
في موكبك الجنائزي
بين صفين من
المتناحرين
المتنافرين
كانا من صنيعتك
وقل لوجهك في المرآة
من هذا الشخص الغريب؟
تحامل عليك
وعلى صورتك
لتمحو انعكاسك في وجه ''باريس''
فلربما المرآة ليست أصدق
من نبوءة العرافات
وأزرع آخر بذرة شك
في فنجان حاضرك الماضي
وقل للحدّاد
أن يصنع لك تمثالا مزيفا
وإن صادفت شاعرا في حفل تأبينك
فقل له أن يمجدك
وينسب إليك
ملحمة الإلياذة في الغواية
ولا تنسى
أن تستأجر بستاني البلاط
لينبت لك حديقة
تليق بمقامك العالي
تزين بها وجه قبرك
فليس بوسعك أن تكون غيرك
وأعلم أنك في الليل
وأنت وحيدٌ منكسرٌ
ستشفق على ماضيك
وعلى زمن ضائع
بين واحة من سراب
وأصدقاء بلا جدوى
كسبتهم في رمية نرد
ذات معركة خاسرة
وأعلم أنك تنسى وكأنك لم تكن
فقط هي حماقاتك
تبقى عالقة على أهذاب الذكرى
في إطار باهت
والقاب مزيفة
-- يوسف حكمي --
هذا الصيف بالقفار المنسية