وقوف على الغروب
قصيدة / أ . زينب حسن الدليمي
على بابِِ الغروبِِ أطَلتُ وقفا
تنفستُ الغيابَ بريحِ منفى
ويَهمسُني من الميعادِ صوتٌ
أحارُ بأيّ ترياقٍ سأشفى
وأرجِعُ أرسمُ الأحلامَ لوحا
وفي أهدابِهم شوقي تغفَّى
فأنى والسلاسلُ قيدُ جيدٍ
بها المرآةُ وجهي قد تخفّى
فلا خابَ ابتهالي فيك يشدو
ولا قلبي من الآياتِ جفّا
يرافقُني صدى الأصواتِ وجدا
فأتلو من عبيرِ الهمسِ عزفا
على جرفِ الشفاهِ رضابُ غنجٍ
فمااسترخصتُ للميعادِ زلفى
وكنتُ أُراودُ الاثمالَ أدني
كؤوسا والقصيدُ لها تقفّى
مخالبُ وجده سكراتُ موتٍ
تعفّر في بقايا الروحِ ضعفا
حفظتُك بالسجودِ لدى يقيني
وجئتُ بلهفتي في النبضِ الفا
سيُلهمُني غرامُكَ كيف أشدو
فبعضي بات فيك هوىً وأضفى
أريدُك ان تكونَ الدهرَ مني
على جرحٍ يقيمُ الصبرَ صفا
لأنّك للبعادِ تشدُّ رحلا
فهاجَ خِفاق قلبي زدت رجفا
فما للبعدِ قاموسٌ بلحني
ولو تُفني دروبُ الأمسِ خفا