رسالةٌ إلى مُفْترٍ
قصيدة : الدكتور محمد القصاص
يا مَنْ جَعَلْتَ منَ الحَوَائجِ غُصَّـــةً *** ومآرباً يُسْعَى لها وتُـــــــــــــــرَامُ
وسَلَبتَ حقَّ النَّاسِ ذاك جريمَــــةٌ *** وأكَلْتَ مَالَ الغَيْر وهوَ حَــــــــرَامُ
فبأيِّ حقٍّ تَسْتبيحُ حُقُوقَهَــــــــــــمْ *** وبأيِّ حال تَهتدِي وتَنَـــــــــــــــامُ
سُتينَ عاما قد بَلَغْتَ ولم تَـــــــزَلْ *** تَرجو المَزيدَ معَ أنَّهُ آثَــــــــــــــامُ
إنِّي دَعَوْتُ أتَسْتَجيبَ لدَعوَتِــــــي *** انَ الرُّجُوعِ عن الضَّلالِ سَـلامُ
ولتَعْتَبِرْ مما تَرى ولتتَّعِـــــــــظْ *** مِمَّا قضى في حقِّنا الإسْـــــــــلامُ
ما نفع كسبك للحرام من الَّــــذِي *** أغْوَاكَ حتَّى شَاقَكَ الإجْـــــــــرَامُ
ليتَ الذي أغْوَاكَ أهْدَى لِلَّتــــــــي *** هي مَوْئِلٌ للمخبتينَ مُقَــــــــــــامُ
مَا كُلُّ من حَازَ الغِنى بِمَفَـــــــازَةٍ *** أبداً ومثلُكَ يا ظَلومُ مُــــــــــــــلامُ
سُحْقَاً لأربابِ الفَسَادِ لأنَّهُــــــــــمْ *** خَسُروا وخابوا كونهمْ ظُــــــــــلَّامُ
هلْ ينفعُ المَالُ الحَرَامُ إذا دنــــتْ *** منكَ المنيةُ ام لديكَ مَــــــــــرَامُ
فلتَتَّقِي عندَ السُّؤَالِ شَدَائِـــــــــــدَاً *** وارْجِعْ وتُبْ فالتَّائِبِينَ كِـــــــــرَامُ
عشْ بيْنَنَا إن كنْتَ تَرْجُو أوْبَـــــةً *** فالعَيْشُ فينا أُلْفَةٌ وَوِئَــــــــــــــــامُ

