وليتكَ تأتي
قصيدة : أ . حماد الشايع
وما الغَيْمُ إلّا أنْ يَطوفَ بِكَ القَطْرُ
ولا العُمْرُ إلّا أنْ يكونَ لَكَ العُمْرُ
فَحَدِّثْ كَما يَشْدو هَزار. بِرَوْضِهِ
لِيَسْعى. لَكَ المُشتاقُ والنّايُ والنَّهْرُ
وَلَوِّنْ غُروبَ الشّمْسِ ضحْكَةَ طِفْلَةٍ
يَضوعُ بِها جوْعٌ وَيَنْدى. بِها فَقْرُ
وَرَوِّضْ خُيولَ الصَّبْرِ حينَ تَعَسَّرَتْ
وِلادَةُ صُبْحٍ لا يُضِيءُ بِهِ فَجْرُ
فَلَسْتَ الذي يَخْبو مَعَ الوَقْتِ نُورُهُ
وَإنْ طابَ نَجْمٌ في الدّجى وانْحَنى بَدْرُ
لأنّكَ أدْرى بالحَياةِ وطَعْمِها
بأوّلِها. ثَلْجٌ وآخِرها. جَمْرُ
وَلَيْتَكَ تَأتي مِثْلَما يُقْبِل النّدى
ِلتَعْرِفَ ماذا خَبّأ الوَرْدُ والعِطْرُ
فإنّ الّذي. قَدْ كانَ يَمْشي بِخَطْوِهِ
وَصايا مُوَيْجاتٍ بِها يَسْكُنُ البَحْرُ
فَيَفْتَحُ في صَدْرِ الظَّلامِ صَباحَه
وَيَلمِسُ أحْلاماً بِها يَفْزَع. الصّدْرُ
وَيَعْلو. بِأسْرابٍ يَطولُ جَناحُها
فَتوحي. لهُ الأطيارُ أنْ وُفّيَ النّذْرُ
فَيَكْتُبُ شَطْراً في. رِداءِ قَصيدَةٍ
ولَيْس الأسى مايَسْتَقيم بِهِ الشَّطْرُ
وإنّ الأسى لَفْظٌ غَريبٌ نَشازُهُ
يَروحُ بِهِ نَصْبٌ وَيغْدو بِهِ جَرُّ
وَلكِنّهُ يَبْقى بِزَهْوِ نَخيلِهِ
عِراقاً على الأكْتافِ يَرْفَعُهُ الفَخْرُ
فإنْ أطْفأوا يَوماً قَناديلَ وَجْهِهِ
سَيَأتيهِ يُسْرٌ حين يُسْتَنْزَفُ العُسْرُ
2020

