دور المرأة العراقية السياسي ووضوح رؤيتها
بقلم : أ . زاهدة ملا مردان العسافي
اكتنزت الأمم الطامعة في خيراتنا كل قوتها ومنها البشرية لتصل الى بناء اقتصاد قوي يكون انطلاقاً للهيمنة السياسية علينا وعلى غيرنا من البلدان الراضخة لإرادات الغير ونحن هنا نريد أن نحصر المرأة في زاوية ضيقة تحت عناوين وأوهام ساذجة تحد نصف قوة العمل والانتاج من المشاركة في البناء بحجة انها صنف ليس له الميدان السياسي وتحت شعارات تتدين بالدين رغم أن ديننا الحنيف دين قوة ومَنَعة ويؤمن بالاستقلال السياسي وما كانت البيعة في عهد الرسول الاعظم (ص) الاّ الخطوة الاولى لخط سياسي في بيعة النساء للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ثم تابعن في خطاهن بعد وفاته بجمع الحديث ودور أم سلمة في صلح الحديبية والتاريخ مليء بمآثر كثيرة تعبر الشجاعة فيها المرأة الى البلاغة مثل السيدة سكينة بنت الحسين التي تميزت بهذه الصفة وكانت تدقق قصائد الفرزدق ولها مجلس أدب كبير والى القتال ونظم الشعر سبقن قبل اربع عشر قرناً قريناتهن في الغرب بانها كاملة الاهلية، كاملة الحقوق ، كاملة الارادة بادارة أموالها الخاصة حيث تُصان كرامتها وحقها في الحياة .
واليوم نعجب من مَن يرسل بناته الى الجامعات والمعاهد ثم بعد ذلك يمنعها من دخول معترك الحياة ويصادر حقوقها كمواطنة تجاه الوطن وبنائه..
وما خروج المرأة وصوتها عالٍ تساند الشباب في ساحات العزّ لتقول ان لها رأياً واضحا وصريحاً في رسم سياسة البلد واختيار رجال البناء والانجاز والعطاء ونبذ كل اساليب الفشل في الادارة لان الامم لا تكتفي الا بالرقي والتقدم لخلق جيل واع يتحمل المسؤولية كاملة في ظل نظام عالمي أهوج يبتلع فيه القوي الضعيف ويسلب الاسواق ويسرق خيرات الغير لتشكلّ لنفسها قوة غاشمة في ظل غفلة الدول التي ترزخ تحت الجهل والقنوط.
أثبتت المرأة العراقية فاعليتها في كل ميادين الحياة مثلما تفوق عبر التاريخ الرجل بقوة العضلة والعقل وقوة حماية الدار ، بذلت المرأة وأسرفت بالانفاق من روحها وعواطفها وانفعالاتها ما قد يتضاءل امامه ما أنفق الرجل من جهد في البناء والانتاج وبقيت النمط الناجح في حفظ التفوق الخاص بدءً من الاسرة الى قمة المجتمع ككل .