فيلم (الثلج بلون القطيفة الزرقاء) جنون لا حد له
بقلم : أ . نجاح إبراهيم
.............
عن ( موديلياني) الرسام الإيطالي الشهير، للمخرج الاسكتلندي ميك ديفيز.
.........
ثمة لحظة تاريخية تجمع بين بيكاسو ورينوار وموديلياني في فيلم" الثلج بلون القطيفة الزرقاء"
والسؤال: لم اللقاء بين هؤلاء العمالقة في فن الرسم؟
وهل تم فعلاً في الواقع؟
أم ثمة سر يكمن في الفيلم؟
اللقاء في الفيلم قصير للغاية لا يستغرق دقائق؛ والمكان في باريس(1919) حيث يدخل موديلياني (لعب الدور الممثل الأمريكي أندي غارسيا)حاملاً باقة ورد إلى مقهى تقام فيه مسابقة دائمة لرسم شخصية معينة خلال دقيقةٌ. يرسم موديلياني الشخصية راقصاً ثم يتشاجر مع بيكاسو ويستهزئ به حين يقبله كما تفعل الغواني.
ويتذمر بيكاسو إلا أن موديلياني يعلن عن حبه له وكرهه لنفسه.
لكنه يعشق ذاته من خلال الجنون الشديد؛ جنون العبقرية الذي كان يحسده عليها بيكاسو(يلعب الدور الممثل الإيراني أوميدو جليلي)
ولكن هذا الجنون ينتهي عند مقولة موديلياني وهو على سرير الموت:" لقد حان انهاء هذا الجنون."
الفيلم يبدأ من مشهد يصور عشيقة موديلياني ( جيني هيبرتيرن)لعبت الدور الممثلة الفرنسية (إليا يلبرشتاين) إذ تروي حكاية عشقها للرسام الإيطالي اللاهي؛ العابث الذي لا يعيرها اهتماماً حين ولدت له طفلة موصومة بالعار بسبب أبيها..
في الفيلم غصص وتهكم من موديلياني لبيكاسو وانتصار كبير لموديلياني حين يقول : "إن مستقبل الفن يكمن في وجه امرأة جميلة."
الفيلم يحمل تحدياً في الفن والحياة بين عملاقين , وآخر تيبست أصابعه من الرسم" رينوار" كما يحمل جنوناً غريباً ومفاجآت كمفاجأة بيكاسو وهو يقدم لوحة تصور " جيني" عشيقة موديلياني وهي حامل بالمولود الثاني وترتدي فستان القطيفة الزرقاء , الفستان الذي سرقه موديلياني من واجهة المحل لأنه قد أعجب جيني.
كما في الفيلم أسرار تتعلق بالفن ,فحين رسم موديلياني صورة عشيقته رسم وجهها دون عينين، استغربت ذلك وسألته فقال: سيرسمهما عندما يرى روحها.."
ماذا يعني ذلك؟
ومتى يرى العاشق المجنون الروح؟
والغريب أن جيني ترمي بنفسها من الطابق السادس بعدرحيل موديلياني المريض بالسل، فلم تحتمل أن تعيش من بعده ,فتموت والجنين في بطنها..
والمدهش أن موديلياني عندما مات كان يردد اسم بيكاسو ، ويقال أن بيكاسو عندما لفظ أنفاسه الأخيرة ردد اسم موديلياني
فيلم جدير بالمشاهدة والتأمل والدعوة إلى جنون مبدع.