هو صديقي
بقلم هيلانة عطاالله
بقلم هيلانة عطاالله
ما احتجتُ سواكَ يشاكسُ حرفاً
يُغرقُهُ بمدادِ اللّا
ألْفٌ مِنْ لاءاتِ العمْرِ
ترافقُ وجهي
إنْ ما في الأحلامِ تجلّى
أو في كُنْهِ الروحِ تمادى الوهمُ
ليزجرَ فيها الدمعَ لئلّا
يتضمَّخَ شِعري ببراءتِهِ
يُفلِتُ من أغلالِ الدخّانِ
ويلتحفُ الصبحَ وما كلّا
ما احتجْتُ سواكَ أيا قلماً
غرزَ الوجعَ السامي
في صهوةِ عشقٍ
في الغيبِ تولّى
كُثُرٌ مثلُ الزّبَدِ الطافحِ بالملحِ
كرغوةِ عمري
كثُرٌ ، لكنْ وحدَهُ قلبي
يقرأ بصمةَ وجهِ الزيفِ
ويرجعُ طفلا
يعرفُ كيف يُعرّي
ـ مثلَ النارِ ـ معادنَ غشّتْها الأيامُ
فكم وعدتْهُ السُّحُبُ الحبلى
بهطيلٍ
إلا أنَّ الصيفَ كذوبٌ
وشتائيَ أمّارٌ بالسوءِ
سأمسكُ بالصبرِ جميلاً
رغمَ القبحِ
ورغم الشحِّ
سينبتُ قمحي
لن أتخلّى
عن منحةِ ربّيَ قلباً
بالغفرانِ تحلّى
سهلٌ ، ممتنعُ طبعي
وصديقي القلمُ فلن أعذلَهُ
حين يطوفُ بخمرةِ روحي
ثمَّ يفورُ أزاهِرَ جذلى
ما احتجتُ سواكَ أيا قلماً
من أغصانِ الرؤيا يتدلّى
يشعلُ في الصمتِ بريقي
ويفكِّكني
ويركِّبُني
إذْ يُحسِنُ فيَّ القولا
ويجمِّلُ في عيني الإنسانَ
إذا سحَّ على هدبي الكُحلا
يروي قِصصَ البِشْرِ ويلقي
في نهرِالأحزانِ الظلّا
أحرصُ مني
إنْ يخذلْني الجهرُ بحقٍّ
يفسحُ للحقِّ محلّا