مجلة دار الـعـرب الثقافية

ذات العماد
 بقلم / الشاعر عبد الغني حيدان

وأدركت عشتار
أن كفيها
سواقي ماء وأريج
تأتيها الفصول ذات العماد
واحات نخيل لوعة البلاد.
من رماد الخريف
عشتار
كنست سهو الكلام
عن نسوة حيارى
سابحات
في صبر الصيف الحكيم
حامي البلاد.
عن رجال الصبح
تقاسموا قمحهم بكل صدق
بيدرهم تعلوه حمرة الكدح
وذبيب حنين.
سمار الليالي
آنسوا تنور اللغة
ورسائل حمام.
يرقبون أمانيهم
أياديهم نبال ضيم ليل ضرير،
قد تعافي قليلا
بلحظ قمر نحيل.
يتهامسون
وقد شمروا عن قامات القادمين
من عروش الياسمين
من أوردة الطين.
............
عشتار النبتة
عشتار الطفلة
ذات العيون السرمدية
تحسست جلدها عراقا قمحيا
اصطكت مدائنه
من دماء وأحزان،
في عيون فتية عشاق
أساؤا الظن بجراد عديم الهوية،
وصكوك الغفران
في يد الغيلان
ولصوص السياسة
وأسياد الخرافة
بمزيد من العقاب
تباع.
الشهداء طابور
الفتوى والحساب
الشهداء بلا مأوى
سوى تاريخ عريق الجناح
..........
نينوى موطني
بارقة أمل لي ولحبيبي
هكذا أعلنت عشتار في القبائل
بغداد فجر القادمين
بلا خودات
بلا عيون مزورة
ودمشق امتداد الروح
هكذا أعلن جلجامش في القبائل.
جلجامش متكىء
على جدار من نحاس وعشق.
بيده اليمنى قربة ماء
ورثها عن أجداده
الذين تنبئوا بعمر الأنبياء
بحظ من تتشتوا في البهاء
وضاعوا.
بيده اليسرى أسرار مكينة
يخفيها هدهد الطين
الذي أنبأ عن رحلته
من سبإ إلى كربلاء.
..........
جلجامش
موغل رمحه في عنق الدبس
يتأسى،يستعير حلم تمر نخيل
مرحل في بطون قساة عتاة،
وماظفر بصورة في عيون الماء
لانرجس في مقلتيه
سوى أنه تيقن العالم عراقا.
جلجامش ترك وصيته الغسقية
أياعراق أنت زمن من أكباد
أيادمشق أنت زمن من ضياء
أيا بلاد أنت زمن من خيل آبهة
سبكت الطحين شموسا
في ريش الهدهد
في فم الوقت
في قيام الرسالات
وطنا في كل الأوطان.
..........
عشتار تتلو سفر الأنين
للسماء سقف وميعاد.
جلجامش
لاتترك النور حبيس عينيك
فنبتة الخلود في شفتيك
تسفحها دموع الفرات
ودجلة سكن لنا.
الخيانة لباس الغرباء
ذوي العين الواحدة
والأيادي القصيرة
عروشهم ذيولهم.
متكئون على ذيولهم
مثل الكنغر.
خيول البلاد نافرة
لاوقت للرحيل
جلكامش،يادم الصحراء
تذكر وصية الماء
أن يونس في بطن الحوت
تحميه عيون اللغة
وبهاء الشعراء.
عبد الغني حيدان
بتاريخ19 دجنبر 2019.