/تُوْنُس:
*****
مَلَلْتُ الإِنْتِظارَ
الوَقْتُ يَعْبُرُنِي بِلا فَواصِلَ،
يَسْرِقُ الفِكْرَةَ مِنْ أَصابِعِي
وَبَقايا النَّبْضِ المُعَلَّقِ فِي مُدُنِ الأَحْلامِ
مَلَلْتُ الإِنْتِظارَ
خَمْسُوْنَ مَرَّتْ بِلا شَكْلٍ
بلا رائِحَةٍ
بلا عُنْوانٍ
ذاكِرَتِي حَجَرِيَّةُ التَّكْوِيْنِ
بِحَجْمِ الكارِثَةِ
تَصْفَعُنِي
كُلَّما جَنَحْتُ إِلَى النِّسْيانِ
مَلَلْتُ الإِنْتِظارَ
أَحْزانِي بِلا مُناسَبَةٍ
تَمْتَدُّ مِنْ بابِلَ إِلَى القَيْرَوانِ
كُلُّ بِداياتِي مُحاصَرَةٌ
مِيْلادُها، مِيْلادُ التَّعَجُّبِ
وَنِهاياتُها
تَرْشَحُ علاماتِ اسْتِفْهامٍ
ما عِدْتُ أَطِيْقُ الإِنْتِظارَ
السَّاعَةُ فَوْقَ الجِدارِ
مِنْ أَلْفِ خَيْبَةٍ تُعْلِنُ العِصْيانَ
وَلَكَمْ أَيْقَظَتْنِي فِي مُنْتَصَفِ العُمْرِ
لِكَيْ أُسافِرَ فِي الزَّمانِ
إِلَى وَطَنٍ يُشْبِهُنِي،
أَوْ أَتَحَّوَلَ ذِئْباً أَزَلِيًّا
لِكَي أَعْبُرَ غابَةَ الإِنْسانِ
مَلَلْتُ الإِنْتِظارَ
لَكِنَّنِي أَرْفُضُ التَّوَحُّشَ
ما زِلْتُ أَحْضُنُ الأَضْدادَ فِيَّ
ما زِلْتُ أَلْجُمُ شَهْوَةَ الحَيوانِ
وَسَأَظَلُّ عالِقاً عَلَى شَفَةِ السُّؤالِ
مُكْتَظًّا بِشَقاوَتِي
كَمَا كُنْتُ قَبْلَ البِدْءِ
وَكَما أَكُوْنُ
الآنَ...
************************

