(لمسة أمل) مبادرة ورسالة
انسانية لرعاية المسنين
بقلم / البروفسور
عبدالستار شخيص رئيس الفيدرالية العالمية لسفراء النوايا الحسنة
شريحة المسنين من الشرائح الهامة في جميع
المجتمعات وهي تمثل مجموعة من البشر أفنوا حياتهم في العطاء والعمل والتعب لاسعاد
غيرهم حيث أفنوا زهرة شبابهم في العمل لخدمة عوائلهم وأبنائهم ومجتمعاتهم ومنحوا
السعادة لغيرهم لكن مع تقدم العمر ضعفت أجسادهم وهزلت وانتشرت فيها أمراض الشيخوخة
وتوقفوا عن العطاء وهذه سُنّة الحياة, فمن العدالة والانسانية أن يستريحوا في هذا
العمر وأن يرد لهم المجتمع والأبناء والأهل جزءا من فضائلهم بتقديم الرعاية
الكافية صحيا واجتماعيا واقتصاديا ومعنويا و نفسيا و تقديم المحبة لهم واشعارهم
بأنهم لازالوا موجودين في الحياة ويستحقون الاهتمام وأن عطائهم الذي قدموه طوال
حياتهم هو محطّ تقدير واحترام من الجميع. ان
رعاية المسنين واجب انساني واخلاقي ووطني وعالمي ويجب على الجميع أن يأخذ دوره في
تقديم هذه الرعاية لهذه الشريحة المعطاء بدءا من الحكومات التي يقع عليها الدور
الأكبر في توفير مراكز لايواء المسنين تتوفر فيها كل وسائل الراحة والرعاية الصحية
والنفسية والترفيهية والثقافية وتخصيص المبالغ الكافية لديمومة عمل هذه المراكز
ومتابعة احتياجاتهم ومشاكلهم وتذليل جميع الصعوبات التي تصادفهم . أما العائلة فلا يختلف اثنان بأنه من
الواجب الشرعي والقانوني والانساني أن تقوم باحاطة المسن بكل أنواع الرعاية
والاهتمام من كل الجوانب وان أي اخلال أو تقصير في ذلك يُعدّ أمراً مستهجناً ترفضه
كل الأعراف الكونية أما دور المجتمع تجاه هذه الشريحة الكبيرة فيجب على الجميع
وخاصة الاعلام ومنظمات المجتمع المدني أن يتواصلون معهم دائماً من خلال الزيارات
المستمرة للاطلاع على أوضاعهم ومشاكلهم واحتياجاتهم وايصال اصواتهم وكلٌ من موقعه
الى الجهات المسؤولة أو لعوائلهم لتخفيف آلامهم وحل هذه المشاكل وتذليلها خاصة أن
تقدم السن عند الانسان يجعله أكثر حساسية من غيره في كل الأمور لذا فانه يحتاج الى
رعاية وحنان أكثر من غيره. انطلاقاً من هذه الثوابت الانسانية وفي
خطوة فريدة من نوعها اطلقت الفيدرالية العالمية لسفراء النوايا الحسنة بالتعاون مع
البورد العالمي للسلام مبادرة (لمسة أمل ) لخدمة و رعاية المسنين ودعت المبادرة
جميع المنظمات الانسانية والناشطين في جميع دول العالم للمشاركة وتقديم أي نوع من
أنواع الخدمة للمسنين سواء بالزيارات الميدانية أو بتقديم المساعدات أو بحملات
التنظيف لدور المسنين أو بتقديم أي نوع من العون لهم لتقليل معاناتهم واشعارهم
بأنهم جزء مهم من المجتمع وأن فضائلهم علينا كبيرة ولايمكن أن ننساها بسهولة ,ولم
تقتصر هذه المبادرة على مراكز رعاية المسنين حتى تكون أشمل وأوسع بل دعت الجميع
للمشاركة حتى لو كانت بزيارة المسنين في بيوتهم وتقديم الخدمات والرعاية لهم. لاقت هذه المبادرة الانسانية الصدى الكبير عالمياً حيث شارك فيها
العديد من الناشطين من عدة بلدان اهمها (ألمانيا واليمن وتونس وسوريا والاردن
والعراق وليبيا والملتقى الايزيدي في سنجار) وكانت الاستجابة مفرحة ورائعة على ارض
الواقع حيث حققت جميع أهدافها الانسانية حيث قام المشاركون بزيارات ميدانية لمراكز
رعاية المسنين وتتم تقديم الخدمات المختلفة لهم وكلٌ حسب امكاناته لكن المهم أنهم
تمكنوا من ادخال السرور الى قلوب المسنين واستطاعوا من المشاركة في تحقيق أهداف
هذه المبادرة الانسانية الرائعة وهي ايصال رسالة الى العالم أجمع بأن المسنين
الذين أفنوا أعمارهم وشبابهم في خدمة الجميع يستحقون منّا أن نتذكرهم وأن نرُدّ
الجميل لهم بالتواصل معهم وتقديم الرعاية الكاملة والحب, وأن تكون هذه ثقافة
مجتمعية عامة تغرس في النفوس لأننا جميعاً ربما سنصل الى هذا العمر المتقدم ونتوقف
عن العطاء وسنحتاج الى مثل هذه الرعاية لنتمكن من الاستمرار بالعيش بكرامة بعيداً
عن المذلة والحاجة. ومن أبرز المشاركين في هذه المبادرة
الانسانية كل من (البروفيسور عبد الستار شخيص والدكتورة نوف قنيش والقائد الكشفي
محمد مخارش والفنان بسام دكاك والقائد الكشفي منصور الناصر والقائدة الكشفية رجاء
العلي والقائدة الكشفية رولا العلي والقائد الكشفي بشير عاشور والاستاذ خضر حجي
والاستاذ نجو الهبابي والفنان ليث بركات والفنانة راما الحوامدة والقائدة المساعدة
الكشفية ختام الوائلي).

