بغــــداد..!
وليد جاسم الزبيدي/ العراق
بغدادُ هلْ لي من مُنىً ورِغابِ
إنّي أزورُكِ والهوى متصابي..
قدْ كنتِ أخبرَ بالخلودِ مهابةً
وبألفِ ليلٍ كُنتِ خيرَ كتابِ..
يا ملتقى الأدبِ الأصيلِ ثقافةً
يا خيرَ نادٍ في بديعِ روابـــي..
يا منهلَ الابداعِ صفوَ تجاربٍ
يا خيرَ ايقاعٍ لخيرِ جـــــوابِ..
بغدادُ والنهرُ الجميلُ كلوحــةٍ
تُنبيكَ فجراً بعدَ ليلٍ كــــابي..
تُنبيكَ أنّ لنا شموخَ حضارةٍ
آثارُها قبسٌ بكفّ شــهابِ..
وتمدّنٍ وتلـــــــــــــوّنٍ وتبغـــــــــــــــدُدٍ
وتصوّفٍ في حلقةِ المحرابِ..
وتمرّدٍ وتصعلكٍ في حــــــــانةٍ
وغناءِ سكرٍ في انتشاءِ خوابي..
بغدادُ والشعراءُ منكِ تعلّمــوا
حُبّ الحياةِ وحَيْرةِ الألبـــــــــابِ..
وتطاردوا وتساجلــــوا في حُسنها
وترقرقوا غزلَ المها برِكابِ..
والجسرُ ظلّ حنينَهم لرصـــافةٍ
تنأى وتقربُ في مِجَنّ سرابِ..
في الكرخِ شوقٌ يفتديكِ صبابةً
لا، لنْ يحيدَ ولا أظنّ يُحابي..
وسنلتقيكِ حبيـــــــــــبـةً ونديمـــــــــــــةً
وستنهضينَ برغمِ كلّ خــرابِ..